الثلاثاء، 1 يناير 2019

كان فاهم غلط


كان فاهم غلط  

أخذ جميع مستحقاته كاملةعن تلاثين عاما من العمل الجاد المضنى .. تقلد فيها مناصب عده الى ان وصل الى كونة الرجل الثانى فى المؤسسة
كان فرحان وهو راجع البيت ... اخيرا حأقعد مع ولادى ومراتى واشوف اهلى واصحابى ... اخيرا مافيش لا لف ولا دوران  ولا تنطيط  ولا شنطة ستاند باى جاهزة للسفر فى اى وقت ... خلاص مافيش مييتنج ولا ماركت شير ولا جروث ولا قلق ولا توتر ..اكيد مراتى والولاد حيفرحوا قوى بالمفاجئة دى .
دخل على مراته يبشرها بالخبر السعيد ... كان متأكد انها حتفرح قوى .. ماهى بقالها سنين بتقوله امتى بقى تسيب الشغل ده وتقعد معايا .. انا ماباشوفكش غير اسبوعين فى السنه .. هو كمان نفسة يحس بيها زى زمان ... زى ما كانوا لسه متجوزين ... كانوا كل حاجة بيعملوها مع بعض ..
كانت تجلس ممسكة بفنجان القهوه فى يد والموبيل فى اليد الاخرى تتابع الفيس بوك ... لم تشعر به حين دخل .. وافاقت على صوته : حافضالك .. نخرج ونتفسح ونبقى مع بعض ليل نهار .. سبت الشغل .. ايه رايك بقى ؟
كانت استجابت الزوجة للخبر على غير المتوقع .. وضعت فنجان القهوه .. واستمرت فى متابعة الفيس بوك قائلة : بس ايه اللى خلاك تاخد القرار ده ... مش لسه بدرى .. حتقعد فى البيت من دلوقتى ؟؟
ابتلع ريقة ممزوجا بفرحته الوهميه وقال : تعبت ... حاسس انى مش عايش .. كفاية بقى .. وبعدين احنا الحمد لله عندنا كل حاجة .. مش ناقصنا حاجة
ردت بصوت بارد : لا .. ناقصنا كتير .. لسه فيه حاجات كتير انا والولاد عايزينها .. تركت الموبيل وقالت  : احضر لك الغدا ؟
قال ساهما : لا حاستنى الولاد ...
قالت : الولاد كل واحد فيهم بميعاد ... وساعات كتير بياكلوا برة ... لم تنتظر الرد وذهبت لتعد له الغذاء .
فى المساء لم يكن رد فعل الاولاد بعيدا عن رد فعل الام .. ولكنه كان اكثر ايلاما
بعد اسبوع اتضحت الرؤية .. لم يعد مرغوبا فيه ... لم يعد مرحبا به .. كما انه اكتشف ان وجوده يسبب الكثير من المشاكل .. الجميع لا يريدونة .. الزوجة والاولاد والاهل  وحتى الاصدقاء القدامى ... اصدقاء الزمن الجميل ..
بعد اسبوع اخر .. حاول ان يرجع الى عملة ويسحب استقالته ..فسمع مالا يرضية : على فكرة انت لو ماكنتش طلبت انك تمشى كنا حنمشيك ... احنا بنخف العمالة والمرتبات .. وانت كبرت ... انت كبرت .. انت كبرت .. كان يسمع هذه الجمله كما يسمع صدى الصوت .
انضم العمل الى الزوجة والاولاد والاهل والاصدقاء ... الكل لا يريدونه .. زمااااان كانوا ملمومين حواليه علشان كانوا محتاجينه .. دلوقتى خلاص .. كل واحد عنده مشاكلة ودنيته وشغله ... ماعدتش عايزة ولا محتاجله .. بقى حمل تقيل  .. عبيط عايز يرجع اللى فات قال..
ودخل الحلقة المفرغة ..
ايمان والتزام وصلا وصيام باكسسواراتهم ..سبحة وطاقيه وجلابية بيضا .. ثم حشيش وسكر وعربده ونسوان باكسسوارتهم .. سلسلة وصبغة وقميص مشجّر ... ثم احباط واكتئاب ونكوص باكسسوارتهم .. دقن طويلة ورقده على السرير ونومة الجنين ... ثم ... ايمان والتزام وصلا وصيام .....حلقة  مفرغة..نهايتها الموت ... اما على سجادة الصلا او فى حضن داعرة او انتحار ...
ربنا يحسن ختامنا ... ويسترها على ولايانا