الثلاثاء، 23 يونيو 2015

مكالمة حياة

مكالمة حياة

كان ياما كان... من اكتر من ربع قرن من الزمان ...فيه ولد وبنت حبو بعض قوى ... محدش من اللى عارف قصتهم كان يقدر يوصف الحب اللى بينهم ... كان نوع غريب من الحب ... تركيبة سرية محدش عارف يوصل لها ... احاسيس حب وصداقة واخوه وابوة وامومة واحتياج وشوق ولهفة وامان ... احاسيس كلها كانت متضفرة فى ضفيرة افريقى مش من السهل تتضفرولا من السهل تتفك.
الطبيعى والمنطق والعقل كانوا بيقولوا: حب زى ده لازم ينتهى بالجواز ... بس احنا دايما كده ... فى دوامة الطبيعى والعقل والمنطق بننسى ان النصيب له رأى اخر ... فهو دائما مايقرر عنا... ويختار لنا ...ويسوقنا قسرا لما لانريد .
وأمر النصيب اقوى جنوده واكثرهم التزاما بتنفيذ حكم الفراق وارسل معه حيثيات الحكم ...
ذهب الغباء ... ونفذ حكم الفراق وسلم الحبيب حيثيات الحكم الذى جاء فيه : قررنا انهاء العلاقة لان والد الحبيبة مازرش او سأل عن والد الحبيب وهو على فراش الموت...
مش قولتلكوا...... الغباء هو اقوى جنود النصيب واكثرهم التزاما .
اغلقت احدى غرف القلب الاربعة بالضبة والمفتاح... وانطلق الحبيبان ليمارسا الحياة بالثلاث غرف الباقية .
بعد خمسة عشر عاما من الفراق ... ظهر رقم على شاشة موبيل الحبيب ... رقم لا متسيف ولا محطوط له اسم كودى ... مكالمة لم تتعدى الثلاث دقائق.. ماهو مش بالكترة ... ماهو جهاز صدمات القلب مابيبقاش عايز اكتر من ثانيتين علشان يرجع القلب ينبض تانى ...
مع الايام والسن والعيشة واللى عايشينها ... القلب مابيقدرش يستنى كتير زى الاول ... بيبقى عايز على طول صدمة تنعشه .. قبلة حياة ... او مكالمة حياة... يعنى كل سنة او عيدميلاد او عيد صغير اومباركة للواد اللى نجح فى الثانوية العامة  .
محدش سأل يعنى هيه جابت نمرة تليفونة منين ...ولا هو عرف نمرة تليفونها ازاى بعد السنين دى كلها ؟
سؤال مالوش لازمة على فكرة ... لان الاجابة موجوده بس فى الاوضة الرابعة المقفولة بالضبة والمفتاح .



الأحد، 7 يونيو 2015

ايام فى الحرام

أيام فى الحرام

لما كنت باسمع من حد السؤال الاستنكارى بتاع هوه الحلال مكفى لما الحرام حينفع ؟ ! ماعرفش ليه كنت بأحس ان اللى بيقول السؤال ده بيكدب ... وقصده يقول هو الحرام مكفى لما الحلال حينفع.. نوع من انواع سوء الظن فى الناس.... ...القصد لقيت ان مفهوم الحرام عند بعضهم اختلف شويه ..زوقوه كده و دلعوة وهشتكوه.. وسموه  حرمرم..واتفقوا بينهم وبين بعض ان حرمرم مابيدخلش النار .. لكن حرام هو اللى بيدخل ... حرمرم.. شطارة نباهه نصاحة فهلوه ... لكن حرام ..اعوذ بالله من الحرام وسكته ... والحرام بين يا جماعة ... اه يعنى تمد ايدك فى جيب اللى جنبك وتاخد فلوسة ده حرام ... لكن تفتح الدرج وهو اللى يحط الفلوس بنفسه ده مش حرام ده حرمرم ..عادى يعنى .. بالعكس بقى ده ابداع .
كتير قوى عايشين ايامهم فى الحرام ...
 القهوجى اللى بيغالط الزبون فى الحساب عايش ايامه فى الحرام .
المقاول اللى بيسمسر فى الاسمنت والحديد عايش ايامه فى الحرام.
الدكتور اللى بيطلب من العيان تحاليل مش محتاجهاعلشان نسبته فى المعمل تزيد ..عايش ايامه فى الحرام .
المحاسب اللى بيطلع الشركة خسرانة اخر السنة علشان ماتدفعش ضرايب عايش ايامه فى الحرام .
الظابط اللى مشغل البوكس لحساب العيال والمدام عايش ايامة فى الحرام .
رجل الاعمال اللى مابيديش العمال حقهم عايش ايامه فى الحرام .
المدرس اللى مابيشرحش فى المدرسة وبيشرح فى الدرس عايش ايامة فى الحرام .
وغيره وغيره وغيره ... كتير عايشين ايامهم فى الحرام وفاكرين انه حرمرم .. وزى ما قولنا حرمرم مابيدخلش النار لكن حرام هو اللى بيدخل .

أتعيشون فى الحرام وتأكلون من الحرام وتلبسون من الحرام  وتطلبون من الله  البركة وراحة البال ... يا اخى دهدها  .. 

الأربعاء، 3 يونيو 2015

عبد الحليم ونجاة

عبد الحليم ونجاة

فى زمن البلكونة ... قبل التقفيلة الالومنتال والتكييف الاسبليت .... قلب عبد الحليم دق دقة زيادة لما شاف نجاه وهيه واقفة تملى القلل اللى على الجدار ... بعد النظرة والابتسامة وصباح الخير وسؤال عبد الحليم عن صحة الحاج .... قلب نجاة هوه كمان دق دقة زيادة .
فى بنزايون ... نجاة كانت بتجيب حتة كريب جورجيت علشان تعملها فستان للعيد ... بالصدفة عبد الحليم كان فى بنزايون بيجيب قميص لينوه الشوربجى برضة علشان العيد ... اتقابلوا عند الخزنة ...وبدون اى ترتيبات لقوا نفسهم قاعدين على الكورنيش بياكلوا ترمس ويشربوا سينالكوا ... الكلام كان كتير والوقت كان بيجرى بسرعة قوى .. واتفقوا يتقابلو الاسبوع الجاى فى نفس المكان والزمان  .
نجاة وقفت على ايد ام صلاح الخياطة علشان تخلص الفستان قبل ميعادها مع عبد الحليم ... وفى يوم اللقى ...ام نجاة سربت البت من ورا ابونجاة ... وعلى الباب قالتلها : قبل ماتوصلى خشى اى عمارة وحطى شوية احمر يابت ... نجاة كانت لابسة الفستان الجديد ... عبد الحليم هوه كمان كان لابس القميص الجديد وحاطط كلونيا قسمةوالشبراويشى ...ماستنوش العيد علشان يلبسوا الجديد  ..ماهو العيد اللى بجد هوه يوم اللقى .
واتقابلوا تانى واتقابلوا تالت ... ولان مرتب الوظيفة كان يفتح بيت مستريح ويافطة شقة للايجار على كل عمارة فى الشارع ... وام نجاة كانت حتموت وتجوز البت ... وابو عبد الحليم كان نفس يشيل حفيدة قبل ما يقابل وجه رب كريم .
اتعمل الفرح على السطوح ..والجاتوه كان نقطة من عم سعد الحلوانى ...
صناديق السينالكوا كانت هدية من ام عبادة ... ست بميت راجل ... وقفت فى محل البقالة بتاع جوزها بعد ما ربنا افتكرة ... وقعدت علشان تربى عباده وصباح ...كله كان بيضحك ... الفرحة كانت ماليه القلوب .. والرضا زايد وفايض على الكل .
عدت الايام على عبد الحليم ونجاة ... ايام حلوة كتير وايام مرة اكتر ... بس اللى كان دايما ساندهم ومقويهم ... حبهم اللى  كان بيكبر  يوم عن يوم ...العيال كبرت واتجوزت ... ورجع تانى عبد الحليم ونجاة يقعدوا لوحدهم ومعاهم حبهم الكبير واغانى عبد الحليم ونجاة ...بس الدنيا ليها قانون ... قانون من غير روح ... يتحكم بيه من اول جلسة ... وماينفعش معاه  لا استئناف ولا نقض ... راح عبد الحليم مع نجاة للدكتور اللى حولهم بسرعة على المستشفى ... وفى اقل من 24 ساعة ... رجع عبد الحليم البيت من غير نجاة ... خد صورة نجاة وحضنها ... وحط عبايتها على كتفة وقعد على الكرسى حزين مكسور القلب عينية مليانه دموع ... بعد اربعين يوم بالظبط دخل ابن عبد الحليم الكبير على ابوه ... لقاه قاعد على الكرسى زى العادة ... حاضن صورة نجاة وحاطط عبايتها على كتفة ...بس المرة دى ماكنش حزين ... بالعكس .. كان مبتسم ... كانت السعادة باينه على وشه .. يزعل ليه ويحزن ليه؟!  ...ماخلاص حيقابل نجاة تانى ... بس المرة دى حيقعد معاها على طول ... حيقعدوا فى مكان جميل مافيهوش مشاكل ولا تعب ولا قلق ولا فراق .

الحكاية حقيقى والاسماء برضة حقيقى ... واكتشفت ان لسه فيه معانى الحب والوفاء والاخلاص فى زمن الماركتينج والكمبو ... فى زمن البحث عن اللذه والفردية ... زمن انا عايز لبان انا عايزة الان ..