الثلاثاء، 21 أبريل 2020

المصاحبة بين النظرية والتطبيق (2)


المصاحبة بين النظرية والتطبيق
(2)
كنا قولنا ان اى مجتمع فى الدنيا عبارة عن ضفيرة من الدين والثقافة والاعلام والتعليم فى حراسة القانون والعرف والتقاليد وبحماية الجيش والشرطة .. وقولنا كمان انه علشان نهد اى مجتمع لازم نفك الضفيرة دى.. وشرحنا ازاى نفك اصعب خصله فى الضفيرة وهى الدين .. النهارده بقى حنتكلم فى ازاى نفك خصلة الثقافة والاعلام .
الثقافة والاعلام ايه غير كتاب وجرنال وبرنامج مع مسلسل وفيلم ..ماهم دول اللى من خلالهم بنوعى المجتمع ونزرع فيه القيم ونرسخ جواه المبادىء والاخلاق . نبدأ بالكتاب فبدال مانقدم فيه فكر وادب وعلم وحكمه .. نحوله لقصص رعب وخزعبلات وعفاريت وجن ومس وفيل ازرق .. أما المسلسل والفيلم بقى  هما دول الزغلول الكبير لانهم اسرع وسيله لفك الخصله .. لان المسلسل والفيلم فيهم الاضاءة والكلوز والديكور وزاوية التصوير اللى بتخليك تتوحد مع البطل ويبقى نفسك تبقى زيه.. وتقلده اول ماتطلع من السيما ..وبدال ياسيدى مانعمل بطل بحق وحقيقى من اللى بيدافع عن الوطن والحق والقيم .. بنعمل بطل زائف شكله عجيب وغريب ومريب ونحط على لسانه جمل بسجع علشان تشد ..من عينه العيله اللى مافيهاش صايع حقها صايع .. وقولى ايه الفرق بين الراجل والمره غير الفرق اللى كل الناس عارفينه  والهبل اللى بيعجب الزبون ده..ونشربه خمره وحشيش ونلم حواليه نسوان بيدوبوا فى دباديبه وبدال ما نمسكه سيف يحارب بيه اعداء بلده ويدافع عن وطنه .. نمسكه سيف يثبت بيه اهل منطقته واهله وناسه ..ونعيد ونزيد ونكرر ونحلى ونزين لغاية ما الصورة الذهنيه للبطل الزائف تدخل  وتقعد وتربع فى كيان وعقل المجتمع ويبقى المثل الاعلى هو الالمانى والاسطورة وابراهيم الابيض .. وعلشان مش كله بيعرف يعمل كده .. بنخلق نوع تانى من الابطال يمشى مع ولاد الطبقة المتوسطة .. بنعمل البطل الانتهازى اللى بيكسب من السمسرة والبورصة وتجارة الممنوعات وتهكير المواقع وبرضه نحليه وننجمه ونركبه عربية غاليه ونقعده فى مكتب فخم  ونحط سيجار فى بؤه ونمسكه كاس ونسكنه فى فيلا ونحط له شوية نسوان بالبيكينى فى البيسين .
الاغنيه بقى حدث ولاحرج .. عندك من الفيديو كليب والقلع لمشروع ليلى والمثليين لغاية سكر محلى محطوط على كريمة والمهرجانات .. وجود بقى يامعلم .. كلمات بايحاءات جنسيه .. حركات ابيحة .. موسيقى تزود التوتر وتخرج من الشعور ودوشه وهيصه تفصل البنى ادم عن ذاته .
البرامج والفضائيات بقى  بتبعت رساله واحده .. عايز تتغنى وتبقى نجم ماقدامكش غير ياتبقى لعيب كوره يا تغنى وشرين تدوس لك على الزرار الاحمر وحماقى يلفلك .. وشوية شوية يموت المثل الاعلى اللى بجد ويكبر ويعيش المثل الاعلى الزائف اللى مالوش اى تلاتين لازمة .. البطل الحيوانى اللى كل حياته فلوس مشبوهه وخمره ونسوان وبيج ماك وبدال ماكانت قيم المجتمع عمل واجتهاد ومثابره وعلم تتحول لسمسرة ومتع آنيه وفرديه ومظهرة وبكده تتحل الخصلتين التانيه والتالته ...
الى اللقاء

الخميس، 16 أبريل 2020

المصاحبة بين النظرية والتطبيق (1)


المصاحبة بين النظرية والتطبيق
(1)

شوف هو انا كنت حاتكلم عن الموضوع المقرف بتاع المصاحبة اللى بين الولاد والبنات اللى ماشى اليومين دول .. بس لقيت ان الليلة اكبر من كده بكتير وان المصاحبة مش اكتر من عرض لمرض عضال لازم نشخصه الاول علشان نشوف حينفع نلاقى علاج ولاالحاله بقت هوبليس كيس وعليه العوض ومنه العوض .
فقولت يا واد قول اللى عندك ورزقك على الله .. بس يارب ماتكونش النية الطيبة طريقى الى جهنم .. وليكن دعائى : اللهم لا تجعلنى من الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا .. فوالله انا لا اكتب حرفا الا لوجهك الكريم .
صلى على النبى ... تركيبة اى مجتمع فى الدنيا عبارة عن دين وثقافة وتعليم واعلام متضفرين مع بعض فى حماية القانون والعرف والعادات والتقاليد وحراسة الجيش والشرطة .. وعلشان ندمر اى بلد ونهد  اى مجتمع بدون مجهود ولا سلاح ولا جيوش ولا دبدبات واحنا قاعدين على البيسين بنشرب العصير ابو مروحة وعينينا رايحة جاية على البيكينى يلزمنا حاجتين .. الاولى ان احنا نفك ضفيرة المجتمع ونخليه كيرلى .. التانيه ..شوية وقت حلوين يعنى من 15 لعشرين سنه كده .. وده لان الكام سنه دول هما اللى محتاجينهم علشان نغير افكار ومعتقدات واحلام وايدولوجية جيل كامل .. فلو عملنا فلاش باك كده على العشرين سنه اللى فاتوا حنكتشف ان ضفيرة المجتمع كانت بتتفك واحده واحده بهدوء وتؤده وروية ومزمزة .. واحنا فى الطراوه يامعلم قاعدين ولا هنا وعلى وشنا ابتسامه هبله  وبنصقف..
شوف ياسيدى البيه .. اكبر عقبه بتقف قدام تفكيك اى مجتمع فى الدنيا هى الدين .. قوم نعمل ايه ؟ ... سهله ..ندخل الدين فى متاهة الطوائف .. اشى سنه واشى شيعة .. والسنه نفكها لطوائف اصغر .. اشى سلفى واشى اخوان واشى صوفى .. والسلفى نفكه لجهادى وابن بازى وكوستا .. والجهادى نفكه لداعشى وابن لادنى وكله على كده يامعلم.. وزى ما فيه طوائف مسلمين نعمل طوائف مسيحين .. وبعدين ندخل الطوائف دى كلها فى السياسة ونشعل حرب الفتاوى ونفتح لكل طائفة قناة فضائيه تدافع فيها عن فكرها ورموزهاوطقوسها والكل يسترزق .. ولان تجارة الدين مربحة جدا  ..مش فلوس بس دا كمان شهره وجاه ومريدين  .. يبدأ الاستقطاب .. ويبدأ مولد سيدى الدين .قوم يجى بقى الجيل الجيد اللى ماعندوش اى خلفيه دينيه غير خانة الديانة فى البطاقة يلاقى نفسه متلخبط .. مش عارف يصدق مين ولا مين ؟.. يمشى ورا مين ولا مين؟ .. شيخ الازهر ولا عموو خالد .. الحبيب الجفرى ولا مصطفى حسنى .. حسن البنا ولا بن باز .. معز المز ولا محمد حسان .. فيلاقى نفسه فى دوامه ومايلاقيش غير ايد اسلام البحيرى اللى تتمد له علشان تطلعه من الدوامة دى.. بعد ماكدب الكل وفقد الثقه فى الكل وفقد الثقة فى الدين ذاته  .وبكده نكون خلصنا من اكبر عقبه .. لانه ببساطة اللى يفقد الثقة فى الدين بيبقى عنده استعداد يعمل اى حاجة ...
ويبقى السؤال اللى ماحدش عارف يجاوب عليه ولا حد حيعرف يجاوب عليه .. الدين لما اتفك ... اتفك على ايد مسلمين ...فهل المسلمين دول  كانوا عارفين انهم بيهدوا الدين ولا كانوا مصدقين انهم بينصروه ؟
الى اللقاء ...
الليله طويلة اوعوا تزهقوا ... ازعل والنعمه

الاثنين، 13 أبريل 2020

المصاحبة بين النظرية والتطبيق

المصاحبة بين النظرية والتطبيق

كل الدعاه من ازهر لسلفيين لابن بازيين لشيوخ السلطان لعموو خالد لمصطفى حسنى .. فشلوا فى انهم يمنعوا المصاحبه.. دا حتى منهم اللى مد ايده وصاحب وخد من الحلوى المكشوفه.. طاب ايه ؟
هل هو عجز دعاه ولا فتونه هرمونات ولا قوه ترند ولا هو زمن ماقبل القيامه...
عموما انا ليه وجه نظر بتعتمد على المثل القائل الايد اللى ماتعرفش تقطعها بوسها.. بوسها ياسيدى يمكن نخفف شويه من الموجه اللى حتغرقنا كلنا بفضل چميله وآش وچيدا ونور وثائر ومروان والكامب والايام السودا اللى احنا عايشينها دى.. إلى اللقاء فى الحلقة الأولى

الجمعة، 3 أبريل 2020

الحسبه طلعت غلط


الحسبة طلعت غلط

لم تعترف يوما بما تطلق عليه البنات العبيطة .. الحب .. انها لا تعترف الا بالمقابل .. والمقابل لابد وان يكون سخيا .. فماتملكه من امكانيات لابد وا يقدّر جيدا .. وعليه ..اللى يجيى لزمن ومن كل بد يكون مقتدر ومعاه ويصرف ويعيشنى حلو .. اه ولازم يكون شاب .. مش حنمرّض احنا وندهن فولتارين وندلك ركب ...
صنّفت من حولها كلٌ بامكانياته .. وبدأت .. انها تؤمن ان النساء هن من يبدأن على عكس مايعتقد الكثير من الرجال .. انهن من يصطدن لا الرجال .. فقط يضعن طعم الرجولة والشهامه والاغراء فى السنارة ويصبرن ... فقط يصبرن ..
فى الصيد.. كثيرا ماتفشل المحاولات.. وفشلت محاولاتها الاولى .. ان اشياء اخرى لم تعمل لها حسابا هى سبب هذا الفشل .. لم تكن تعلم ان البيئة والاستيل والاسلوب والطريقة لن يفلح معها التصنع والتجمل والتمثيل  . ووجدت انه من الافضل ان تبحث عن نوع السمك الذى ينبهر ويتمنى بيئتها واستايلها واسلوبها .. ووجدت انه بهذه الحسبه لن تجد سوى القروى الساذج الذى تبهره اضواء المدينه .. انها لن تستطيع ان ترتفع اكثر من ذلك .
القت سنارتها .. لم تصبر طويلا هذه المره .. فيبدو ان السمك القروى شره اكثر مما كانت تعتقد ..
فدادين وطاحونه وزرايب وكلافين وانفار وقصر وكاريته وام واربع اخوات رجاله وعقربه مش عارفين يجوزوها لما عنست ..وهو .. الوحيد فيهم اللى اتعلم تعليم عالى .
كان شرطها الوحيد انها ماتقعدتش فى الفلاحين وان يكون لها شقة فى المدينه .. وحصل .
مضى على الزواج ثلاثة اشهر وهو لا يشبع ولايقنع .. مافيش مشكله شوية ويزهق .. المشكله بقى فى انه لابيشبع ولا بيقنع ...ولا بيدفع .. فاأمه هى من تدير البيت وتحدد مصروفه  وايه اللى يتشرى وايه اللى ماينجابش .. انه يدفع كامل دخله الى امه .. اما الفدادين  والطاحونه والزريبه وكل شىء فى يد اخوته ..وافاقت على كابوس .. ودقت طبول الحرب .. واذدادت الحرب ضراوة بعد ان اتى الولد : فين مستقبل ابنى .. فين حقة .. ولكن لاشى يحدث .. فقط مازال لايشبع ولا يقنع ولا يدفع ... وقررت ان تعود الى عملها .. لم يعارض وانما رحب كثيرا .. واستمرالكابوس .. لايشبع .. لا يقنع .. لا يدفع .. واضف.. يستولى على نصف راتبها ..
انها الان تقترب من الستين .. وحفيدها لا يفارقها .. الندم لايفارقها هو الاخر  .. ليس على اختيارها ولكن على استمرارها .. ولكنه العشم فى ان تحصل على شىء بعد كل هذا العطاء.
ومازال
.. لايشبع .. لايقنع .. لايدفع .. يستولى على نص الراتب ....وبدأ يساوم على نصف مكافأة المعاش


الثلاثاء، 24 مارس 2020

اليافطة


اليافطة

لم يكن يعلم ان هناك 32 مكانا للجلوس فى بيته مابين فوتية وكنبة وكرسى هزاز وشلته عربى ..لكن ايام حبسه الاختيارى والفراغ  اجبروه  ان يجربهم كلهم .. غاص فى فوتيه الليفنج .. ومدد على كنبة الانترية .. وتسلق كرسى الصالون .. وتمرجح بالكرسى الهزاز .. وانتصب على كرسى السفرة ..اكتشف ان اسوأهم هو كرسى السفرة وقال فى نفسه : كرسى السفرة دا رخم قوى .. قاعد متشعلق ومدلدل رجلك تحت السفرة لا عارف تمدد ولا تحط رجل على رجل .. وكمان مالوش دراعات .. تحس كده انك قاعد متذنب فى اجتماع من اجتماعات السيسى . لم يستطع ان يجرب كرسى السفرة اكثر من خمس دقائق .. ذهب بعدها الى المطبخ واعد مجا من النسكافيه .. ودخل على ابنه غرفته فوجده منكفئا على اللوحة البيضاء يصمم شيئا اشبه بالفيلا او الشاليه .
الاب: عملت لك نسكافيه برغوه عمر امك ماتعرف تعمله..
الابن : حبيبى يابابا .. وتعبت نفسك ليه ؟ .. انا كنت حا قوم اعمل لنفسى
الاب: ادينى باتسلى يابنى   .. ممكن اقعد اتفرج عليك وانت بترسم ؟
الابن : طبعا يابابا .. انا عشر دقايق اخلص واقعد معاك
الاب : لا لا .. مالكش دعوه بيا .. ركز انت فى شغلك .
جلس على الارض ..  ترك ال 32 كرسى وكنبه وفوتيه وجلس على الارض مسندا ظهرة للسرير ويتابع ابنه فى سعاده وهو يستخدم المسطره حرف ال T والمثلث والبرجل .. كان حلم حياته ان يصبح مهندسا معماريا .. ويذهب كل يوم الى كلية الهندسة وهو يحمل المسطرة حرف T واللوحات .. انه كان متفوقا فى الرياضيات .. لكن اباه اصر ان يراه طبيبا .. كان يقول : نفسى اشوف اسمى ورا اسمك على اليافطة .. وحقق حلم ابيه .. فكان ما اراد واصبح اسم ابيه  وراء اسمه ... ولكن لم يكن هناك لقب دكتور على اليافطة ولكن كان اللقب ... محاسب قانونى ..
عشرون عاما وهو يعيش بين الدائن والمدين .. بين معدل الاهلاك وحقوق المساهمين .. عشرون عاما وهو ينجح ويكبر ويرتقى ويجمع المال .... رغم انه يكره الارقام .. يكره الاله الحاسبة .. يكره الاكسيل يكره دفتر الاستاذ ..ويكره حتى مكتبه ... عشرون عاما يعمل بلا روح .. ينجح بلا سعاده .. يكسب المال بلا فرح ..فقد فقد احساسه بالاشياء يوم انهار حلمه فى ان يكون مهندسا معماريا .. وتحول الى روبوت .. انسان الى مبرمج ينفذ مايريدونه الاخرون لا مايريده هو .. حول من رياضة لعلوم ليرضى اباه .. تزوج ليرضى امه .. نجح فى عمله ليرضى عملائه .. كسب المال ليرضى زوجته .. عشرون عاما مضت دون ان يفعل فيها ولو شيئا واحدا اراده .. انه لم يعد يريد من الاساس .. هب واقفا وسأل ابنه فجأه : انت دخلت كلية الهندسة بمزاجك صح ؟
رد الابن مندهشا : ايوه
الاب : يعنى انت اللى اخترت ماحدش غصبك .. صح ؟
رد الابن : ايوه يابابا انا اللى اخترت .. فيه ايه ؟
رد الاب وهو يحتضنه : ابدا يا ابنى .. بس عايزك ماتعملش حاجة الا لو انت عايزها .. اوعى تعمل حاجة غصب عنك ولا علشان خاطر حد مهما كان الحد ده .. دى حياتك انت .. ماحدش ليه كلمه فيها غيرك .
رد الابن فى ذهول : بابا  ... انت كويس ؟!!
الاب :.. كويس ياحبيبى .. كويس
خرج واغلق الباب خلفه .. واكتشف انه لم يلحظ الكرسى ال33 مع انه بجانب باب الشقة .. ويجلس عليه كل يوم ليربط حذاءه قبل ان يذهب الى عمله .. ذهب ليجلس عليه وهو يتمتم : الله يلعن الكورونا والخفافيش والصين كلها .. القعده قلبت علينا المواجع



السبت، 14 مارس 2020

فرق بين الراء والراء


فرق بين الراء والراء

ماكنش عارف إيه اللى شده ليها .. يمكن علشان مصرية عاشت فى امريكا ولا علشان امريكية عايشة فى مصر .. شخصية غريبة .. عجيبة ..مبهرة.. تخطف القلب والعقل من اللحظة الاولى  .. .. كان يجلس بجانبها وهو يحمل دوسيها به شهادة التخرج وسى فى  عبارة عن اسمه وعنوانه و سطرين عن انجازاته بفريق الجواله فى الجامعة هما كل مايملك من خبرات فى الحياة ليراهن بهما على قبولة فى الشركات التى تعدت الخمسة ولا احد يتصل به ..كانت ترتدى تاييرا كلاسيكيا كحلى اللون وحذاء كلاسيكي ذو خمس سنتيمترات وتعقد ايشاربا مشجرا حول عنقها وتطلق السراح لشعرها الاسود الحريرى ليفعل مايشاء.. وتضع على عينيها نظارة تزيد من جمال عينيها السوداوين .. لم تكن تضع اى نوع من المكياج فجمالها الطبيعى لايحتاج لمثل هذه الاصباغ .. كانت تحمل هى الاخرى دوسيها كالذى يحمله ولكن يبدو ان اوراقه تزيد كثيرا عما يحمل ..لا يتذكر من منهما الذى بدأ الحديث .. لكنه يتذكر انه كان حديثا عذبا مريحا ممتعا .. ساعة كامله لم يكفا عن الحديث لم يصمتا للحظة .. لم يشعرا قط بالملل .. حديث منساب دون تفكير او تجميل او انتقاء للكلمات .. حديث كحديث النفس .. وكان اجمل مافى الحديث هو لكنتها الامريكية وخاصه حين تنطق حرف الراء .. الذى كلما نطقته احس برجرجة قلبه بداخله كرجرجة الندى على ورق الشجر .. انه لم يتعود على هذه اللكنه الامريكيه فانجليزيته فرز ثالث من افرازات مجانية التعليم .. عرف انها عاشت فى امريكا عشر سنوات .. وفرحت عندما قرر والدها الرجوع الى مصر .. فقد ملت الحياة الامريكيه .. نعم ملت الحياه الامريكيه التى يتمناها كل مصرى ومصريه .. حقا انها شخصية عجيبة مبهرة .. بها كل قيم واخلاق الشرق وانطلاق وانفتاح الغرب.. شخصية تخطف القلب والعقل منذ اللحظة الاولى ..
سبقته فى الانتر فيو ... وعندما خرجت سلمت عليه .. لا يتذكر هل هو من قبض على يدها ام هى التى تركتها كل هذه الفترة التى لا تتناسب مع السلام العادى بين اى اثنين ... دخل الانترفيو وخرج ورجع الى البيت وهو فى شرود تام منعه من ان يعرف كيف رجع وماذا قال فى الانتر فيو ..فقط يسأل نفسه هل مايشعر به هو اعجاب أم انبهار ام تراه بداية حب .. وعاد يعاتب نفسه ... انها لحظات سعيده وفقط .. لماذا يحلل ويفسر ويؤول ويطلق المسميات على اى احاسيس  يشعر بها .. واستسلم للسعاده ... مضت الايام وكالعاده لم تتصل الشركة .. ومرت شهور ..ومرت عشر سنوات .. بهتت فيها ذكراها وتبعثرت كلمات حديثها وضمراحساس السعاده الذى كان ينتابه كلما تذكرها .. لكن ذكراها عادت فجأة وبقوه الى عقله وقلبه عندما سمع زوجته وهى تتحدث الانجليزيه مع ابنة جارتنا التى وصلت من امريكا   .. انها تتحدث معها بالانجليزية الفصحى وتعطى كل حرف حقه فى النطق وخصوصا حرف الراء ...

الجمعة، 7 فبراير 2020

ربنا ولاتحملنا مالاطاقة لنا به

ربنا ولاتحملنا مالاطاقة لنا به

مافيش حاجة اسمها راجل وست .. فيه حاجة اسمها بنى ادم .. انسان .. والانسان نصه ملاك ونصه شيطان ... الفرق الوحيد ان الراجل بيحب يعمل راجل فبيعلى صوته ويعمل دوشه ويسيح لنفسه .. لكن الست على الهادى .. براحة .. من غير دوشة .. بهدوء وتؤده .. نحكى الحدوته :
ظهرها المفرود وصدرها المشدود وجسمها الكيرفى الخالى من الترهلات وبشرتها قليلة التجاعيد لا تنبىء بانها على الدرجة الاولى من سلم الستين .. وساعدها على ذلك انها لم ترزق بالاولاد .. فالولد هو من يرهل الجسد ويهدل الصدر ويوهن العظم.. ..
استيقظت قبل ان يدق المنبه .. دائما تستيقظ قبل ان يدق المنبه ..فزوجها ذو الثانية والسبعين هو من يقوم بدور المنبه اما بشخيرة المزعج او بتأوهه او بندائه : ناولينى شوية ميه ..
قامت واعدت الافطار وتركته على السفرة وارتدت ملابسها ووضعت مكياجها وعدلت طرحتها واغلقت ورائها الباب وهى تقاوم خاطرا بألا تفتحه ثانية ..وصلت الى عملها .. اعطت البواب المفاتيح وقالت وهى تضع ابتسامه مجهده على وجهها : صباح الخير يا ابو حبيبة .. اركن لى العربية واغسلهالى الله يخليك .. دخلت الاسانسير وقبل ان تغلق الباب دخل شاب فى الثلاثينات من عمره .. اغلق الباب قائلا : حضرتك طالعة الكام .. قالت بصوت متهدج : التاسع ..فرد بابتسامه: انا كمان طالع التاسع.. وقف الشاب ناظرا الى الارض مشبكا يديه فالاسانسيرضيق بيما يكفى لجعلها ملتصقان .. لكنها لم تنظر الى الارض .. و اخذت تتفحصه .. انه طويل .. عضلاته بارزة وسيم ولكن ملامحه جاده .. رائحة برفانه تثيرها .. احست بسعاده وهى تتابع كل تفاصيله وتقاوم امنيتها فى ان يتحرش بها ..وصل الاسانسير .. خرج الشاب وامسك الباب قائلا : اتفضلى حضرتك .. قالت وهى تنظر الى اصابع يده وابتسمت بسعاده: ميرسى ..لم تعرف لماذا احست بكل هذه السعادة عندما لم تجد فى اصابعة دبله ...استعادت ماتبقى توازنها ودخلت مكتبها وهى تقاوم احساسها بالسعاده قائله : وانا مالى ان كان لابس ديله ولا مش لابس .. طلبت النسكافيه وجلست شارده .. وافاقت على صوت الاوفيس بوى : النسكافيه يا فندم .. الاستاذ مراد عايز حضرتك فى مكتبه .. قالت وهى مازالت شارده : اخلص النسكافيه وحاروح له ... واكملت شرودها : ايه يابت مالك .. انتى عامله زى بنات ثانوى كده ليه ؟! .. حتخيبى ولا ايه ؟ ماانتى بطلتى الاحاسيس دى من زمان ..وتركت النسكافيه وذهبت الى الاستاذ مراد .
دخلت مكتب الاستاذ مراد وقالت يابتسامتها المعهوده : صباح الخير يامراد .. خير حسين قالى انك عايزنى ..وتوقف الكلام على لسانه وتسمرت فى مكانها .. انه هو .. نفس العضلات ونفس الابتسامه ونفس الوسامه  والملامح الجاده .. نفس رائحة البرفان التى اثارتها .
رد الاستاذ مراد ضاحكا  : دى يا سيدى الاستاذه شاهيناز .. احسن واحده ممكن تتعلم منها الشغل .. وده ياستى الاستاذ يوسف معانا من النهارده فى الشركة .. عايزك بقى تعلميه كل حاجة ... ماوراكيش غيرة عايز استلمه بعد اسبوع استاذورئيس قسم علشان حأمسكة مكتب اسكندريه ..
ومضى الاسبوع بين المقاومه والتمنى .. بين التقدم والتأخر .. بين الاه واللأ ..الى ان جاء يوم لم يكن فى الشركة غيرهما .. واقتربا .. اقتربا اكثر مما يجب وغرقا فى قبله عميقة وبدأت المقاومة فى الانهيار .. مقاومته ومقاومتها .. وقررت ان تتركه يفعل مايشاء وما تتمنى .. ولكنهما رأيا برهان ربهما .. وبرهان ربنا اختاروه زى مانتوا عايزين ... جرس تليفون .. جرس باب .. الاوفيس بوى بيخبط جايب شاندوتشات الهارديز ... اى برهان يعجبك .. وخرجت .. اخذت سيارتها ورجعت الى بيتها .. اعطت زوجها الدواء واعدت الغذاء .. واقنعت نفسها انها لم تخون .. وان كان على البوسه ليها ميت مخرج .. ضعف انسانى .. وزة شيطان .. حتى من ناحية الدين .. ممكن نعتبرها لمم .. لكن مش خيانه .. وان كان على خيانه الفكر .. فادى رفاهيه .. ما كلنا بنخون بخيالنا فى اليوم والليله ميت مره .. وربنا عارف كده .. وعاذرنا ومابيحملناش مالا طاقة لنا به .. بيحاسبنا بس على اللى بنعمله .. مابحاسبناش على اللى بنفكر فيه ..
فى الصباح قامت على صوت تأوه زوجها وليس على صوت المنبه كالعاده... خرجت واغلقت وراءها الباب وهى تقاومخاطرا بالا تفتحه ثانيه .. ذهبت الى مكتبها وذهب يوسف الى مكتب الاسكندرية .. فقد تعلم كل شىء ويستطيع ان يدير مكتب الاسكندرية بمفرده .. وطلبت النسكافيه