الثلاثاء، 21 أبريل 2020

المصاحبة بين النظرية والتطبيق (2)


المصاحبة بين النظرية والتطبيق
(2)
كنا قولنا ان اى مجتمع فى الدنيا عبارة عن ضفيرة من الدين والثقافة والاعلام والتعليم فى حراسة القانون والعرف والتقاليد وبحماية الجيش والشرطة .. وقولنا كمان انه علشان نهد اى مجتمع لازم نفك الضفيرة دى.. وشرحنا ازاى نفك اصعب خصله فى الضفيرة وهى الدين .. النهارده بقى حنتكلم فى ازاى نفك خصلة الثقافة والاعلام .
الثقافة والاعلام ايه غير كتاب وجرنال وبرنامج مع مسلسل وفيلم ..ماهم دول اللى من خلالهم بنوعى المجتمع ونزرع فيه القيم ونرسخ جواه المبادىء والاخلاق . نبدأ بالكتاب فبدال مانقدم فيه فكر وادب وعلم وحكمه .. نحوله لقصص رعب وخزعبلات وعفاريت وجن ومس وفيل ازرق .. أما المسلسل والفيلم بقى  هما دول الزغلول الكبير لانهم اسرع وسيله لفك الخصله .. لان المسلسل والفيلم فيهم الاضاءة والكلوز والديكور وزاوية التصوير اللى بتخليك تتوحد مع البطل ويبقى نفسك تبقى زيه.. وتقلده اول ماتطلع من السيما ..وبدال ياسيدى مانعمل بطل بحق وحقيقى من اللى بيدافع عن الوطن والحق والقيم .. بنعمل بطل زائف شكله عجيب وغريب ومريب ونحط على لسانه جمل بسجع علشان تشد ..من عينه العيله اللى مافيهاش صايع حقها صايع .. وقولى ايه الفرق بين الراجل والمره غير الفرق اللى كل الناس عارفينه  والهبل اللى بيعجب الزبون ده..ونشربه خمره وحشيش ونلم حواليه نسوان بيدوبوا فى دباديبه وبدال ما نمسكه سيف يحارب بيه اعداء بلده ويدافع عن وطنه .. نمسكه سيف يثبت بيه اهل منطقته واهله وناسه ..ونعيد ونزيد ونكرر ونحلى ونزين لغاية ما الصورة الذهنيه للبطل الزائف تدخل  وتقعد وتربع فى كيان وعقل المجتمع ويبقى المثل الاعلى هو الالمانى والاسطورة وابراهيم الابيض .. وعلشان مش كله بيعرف يعمل كده .. بنخلق نوع تانى من الابطال يمشى مع ولاد الطبقة المتوسطة .. بنعمل البطل الانتهازى اللى بيكسب من السمسرة والبورصة وتجارة الممنوعات وتهكير المواقع وبرضه نحليه وننجمه ونركبه عربية غاليه ونقعده فى مكتب فخم  ونحط سيجار فى بؤه ونمسكه كاس ونسكنه فى فيلا ونحط له شوية نسوان بالبيكينى فى البيسين .
الاغنيه بقى حدث ولاحرج .. عندك من الفيديو كليب والقلع لمشروع ليلى والمثليين لغاية سكر محلى محطوط على كريمة والمهرجانات .. وجود بقى يامعلم .. كلمات بايحاءات جنسيه .. حركات ابيحة .. موسيقى تزود التوتر وتخرج من الشعور ودوشه وهيصه تفصل البنى ادم عن ذاته .
البرامج والفضائيات بقى  بتبعت رساله واحده .. عايز تتغنى وتبقى نجم ماقدامكش غير ياتبقى لعيب كوره يا تغنى وشرين تدوس لك على الزرار الاحمر وحماقى يلفلك .. وشوية شوية يموت المثل الاعلى اللى بجد ويكبر ويعيش المثل الاعلى الزائف اللى مالوش اى تلاتين لازمة .. البطل الحيوانى اللى كل حياته فلوس مشبوهه وخمره ونسوان وبيج ماك وبدال ماكانت قيم المجتمع عمل واجتهاد ومثابره وعلم تتحول لسمسرة ومتع آنيه وفرديه ومظهرة وبكده تتحل الخصلتين التانيه والتالته ...
الى اللقاء

هناك 6 تعليقات: