الأحد، 30 يونيو 2019

وجهة نظر (بعد مرور 5 سنوات )


وجهة نظر
(بعد مرور 5 سنوات )
انا لسه راجعة من سبوع مليكة .. بنت منه صحبتى ... فاكرينها ؟؟ .. البنوته طالعة زى القمر ... زى اختها .. الاتنين قمرات .. طالعين لبباهم .. الحمد لله ماطلعوش لمنه .. بباهم يبقى احمد على فكرة .. الباشمهندس احمد .. العريس اللقطة ابو شراب ابيض اللى جالى من خمس سنين ورفضته .. اياميها ماكنتش بأتمنع ولا كان عينى فيه وبقول اخييه.. بالعكس انا رفضته وانا عارفة انه لقطة .. وان اى بنت تتمناه .. بس انا رفضته لانه مش شبهى .. ماكانش فيه حاجة واحده مشتركة بينا .. بالعكس بقى دا احنا كنا عكس بعض فى كل حاجة ... كان شايفنى واحده حلوه .. جارية .. محظية .. تقعد فى البيت .. تربى العيال وتطبخ له الاكل اللى بيحبه .. وتغسل له هدومة وتكويهاله ... وبالليل ترقص له ؟؟!!!!!
كان عايزنى اسيب شغلى.. والغى الماجستير  .. وماسوقش العربية .. وما اخرجش غير معاه .. حتى لبسى واختيار الالوان كان عايز يحط فيه التاتش بتاعه .. انا مش باألومة او باعتب عليه او بهاجمه .. هو كده .. تفكيرة كده .. اتربى كده .. ولقى اللى توافق على كده .. توافق على ان الست ماهى الا كائن تابع ذليل دائم الاحتياج للرجل .. بس انا ماتربيتش على كده .. انا اتربيت على انى انسان مستقل .. ليه ذاتى وكيانى وشغلى ومستقبلى .. ليه فلوسى وعربيتى وبيتى .. مش مستنية حد يصرف عليه ولا مضطرة ارقص له علشان يجيب لى حته دهب نفسى فيها  ..
مش حأكدب عليكوا واقلوكوا انى مبسوطة وانا داخلة على التلاتين ولسه ماتجوزتش .. بالعكس بقى انا متدايقة جدا وزهقانه قوى  .. لان اللى بيحصل ده ضد الطبيعة .. يعنى ايه لغايية دلوقت محرومة من كلمه ماما من بنت قمر زى مليكة .. انا طبيعية على فكرة .. المجتمع والرجالة هما اللى مش طبيعيين .. مش عارفين يفرقوا بين انى اكون مستقله وبين انى اكون مسترجله ... انا مستقلة مش مسترجله .. انا انثى .. وعارفه انى انثى .. وحابه انى انثى .. باطبخ واغسل واربى عيال .. وبارقص عادى .. وعادى جدا اغسل شربات بيضة معفنه كمان .. زمانكوا بتقولوا البت دى ضربت .. بقى عندها انفصام .. دكتور جيكل ومستر هايد .. سعاد حسنى فى فيلم بئر الحرمان..ودى المشكله  على فكرة  انتوا مش عايزين تشوفوا الحقيقة ... الحقيقة انى انسان عادى .. طبيعى ليه شغله وكيانه وذاته ومسؤلياته واحتياجاته .. ومافيش تعارض بين اى حاجة من كل دول .
انا كل اللى طلباه .. راجل يشوفنى انسانه .. بنى ادم .. لاجارية ولا محظية ولا خدامه .. صعبه دى ؟؟؟
يارب الاقيه قبل ما اضطر اتجوز اى حد .. لانى لازم اتجوز .. علشان اجيب ولد ولا بنت يسندونى لما اكبر واعجز ماهو الاستقلال مايمنعش انه حايجى اليوم اللى ماقدرش اجيب فيه لنفسى كوباية ميه ..
مش بقولكوا انى انا طبيعية .. بس مشكلتى الوحيده انى اتربيت على انى انسان .. مستقل .. مش جارية .. ومش تابع ..
ادعولى



الجمعة، 28 يونيو 2019

حلقات من دخان


حلقات من دخان

جلس على كرسية المفضل فى الركن البعيد فى القهوة .. يحتسى فنجان القهوه .. وينفث دخان الشيشة على دفعات مكونا حلقات دخان يتابعها وهى تتراقص وترتفع ثم تتلاشى ..
مر امامه طفل يمسك فى يده لعبه يبدو انها جديده .. ولكنه يبكى محاولا التخلص من يد امه لينطلق يجرى فى الطريق فرحا باللعبة
افاق على طفل فى العاشرة اشعث اغبر يتصبب عرقا وهو يقول له لو سمحت يا عمو ممكن كوباية مية ؟؟؟
وضع الطفل الكوباية وجرى بعد ما سمع صوت صبى يحمل مذكرات الدروس وعلى ملامحه الجديه وهويقول له : لو مابطاتش لعب وروحت دلوقت اول ما اروح حاقول لابوك
ثلاثينى يمسك بشده يد خطيبته .. وكانه خائف من ان تهرب منه .. وعلى وجهة ابتسامة رجاء بلهاء وعلى وجهها امتعاضة .. يبدو انه لم يستطيع توفير عش الزوجية بعد .. ولكنه يحاول ان  يستمتع ببعض الحنان  المتناقص .
اربعينى يبدو انه نسى ان يحلق ذقنه منذ اربع ايام .. يتوقف عن السير .. يبحث فى جيب القميص .. يجد سيجارة .. وجهه يتهلل .. يشعل السيجار .. يمشى خطوتين ثم يتوقف .. يبدوا انه يتسائل اى اين هو ذاهب  ؟؟
خمسينى يلقى السلام وهو يمشى محاولا  ان يكون منتصب القامة مرتديا البنطلون الجينز والكوتشى الرياضى ويبدوا انه خرج لتوه من عند الحلاق لان اثار الصبغة واضحة على شعرة
ستينى يجلس على التربيزة اللى جنبه ويطلب قهوة ساده فى كوباية وحجر معسل .. يشرب القهوة .. ويخرج دخان الشيشه على دفعات مكونا حلقات دخان يتابعها وهى تتراقص وترتفع ثم تتلاشى.
تمر جنازة امام القهوة ... يقفا ويرفعا السبابه ويقولون لا اله الا الله  محمد رسول الله .
يجرى صاحب القهوة ليخفض صوت اغنية عمر اللى فات ماحيرجع  تانى اللى بيذيعها التليفزيون.
يجلسا ... يشربا ماتبقى من القهوه مرة واحده .. يلتقما الشيشة .. يعلو صوت كركرة الشيشة وكانها تضحك من حزنها  .. ينفثا دخان الشيشة على دفعات ويتابعانها وهى تتراقص وترتفع ثم .......... تتلاشى



الجمعة، 21 يونيو 2019

ولا حتى ريحته


ولا حتى ريحته
نهار خارجى :
صف من الكراسى يجلس عليه بعض الرجال ...  يقف الباقى على الرصيف ... سيارة من اسطول الشيخ وائل (لن يفهمها غير الدماهرة ) تقف امام الباب فى انتظار نزول الامانة ... صوت عبد الباسط عبد الصمد ينبعث من كاسيت السياره
يشعل احدهم سيجارة وينظر متململا فى ساعته ويقول : الساعة احداشر ونص.. كده مش حنلحق الضهر..
الاخر : ماتقلقش .. لسه نص  ساعة بحالها .. وبعين الجامع فى الشارع اللى ورا
الاول : دا لسه الدفنه .. كده مش حافتح المحل قبل الساعة 2
يرتفع صوت الصراخ والعويل والبكاء ايذانا بنزول الامانه .. اصوات متداخلة .. مع السلامة يا اخويا .. مع السلامة ياحبيبى
حالة من الهرج .. الكل يقف .. يزيحوا الكراسى من المدخل .. توضع الامانة فى االسيارة .. يغلق الباب .. تتحرك السياره .
يقف الصراخ والعويل فجأه كما بدأ فجأه
نهار داخلى :
شقة المرحوم .. تجلس الزوجة فى المنتصف .. تمضى دقائق من الصمت التام .. تقف الزوجة بهمة وعزم قائله : ياللى .. عايزين نروق الشقة .. تصمت قليلا ثم تقول : علشان الناس اللى حاتيجى تعزى بالليل .
انزلى يابت هاتى ازازتين كلور وازازتين فنيك ...دخلت المطبخ .. شدت كيس اسود ودخلت على الحمام ..وبدأت فى ازالة متعلقات المرحوم وتضعها فى الكيس الاسود بضيق .. ادى المكنه ام موس اللى بتسبهالى بصابونها وشعرها واتقرفى واغسلى ياسونه .. مالها الجيليت انا ماعرفش .. وادى فرشة السنان اللى ماغيرهاش بقاله سنتين .. وادى المعجون .. وادى الليفه المهربده ... وادى الزفت مرهم البواسير اللى زهقتنا بيها ... ربطت الكيس ورمته فى الزباله وسحبت كيس تانى ودخلت الى اوضة النوم ... هه وادى المشط .. كان بيسرح ايه ده  انا مش عارفه دا من يوم ماخدته وهو اقرع .. وادى ازازة الخمس خمسات اللى جابت لى الحساسية . والنبى فى حد لسه بيحط خمس خمسات ؟! دانتا قهرتنى ياشيخ .. وادى الهباب الفازلين اللى لزق لى اكياس المخدات ... خدت الكيس وراحت على المطبخ .. وادى المعلقة السنبله اللى هارتنى بيها .. دى من ريحة امى .. دى من ريحة امى.. يعنى من ريحة الملكه نازلى ... والمج ابو ايد مكسورة ... ماكتش باعرف امسكة وهو سخن انما تقول ايه ؟ تحكم والسلام .. ما اشربش الا فيه ... ربطت الكيس ورمته فى الزباله .. شدت كيس تانى .. وبعدين رمته وقالت مش حيكفى ...
رجعت اوضة النوم وشدت الملايه اللى على السرير . وفتحت الدولاب ولمت البدل والقمصان والبنطلونات وفتحت الدرج بتاع الهدوم الداخليه .. وادى الفانلات  واللبسه المهلهلين وادى الشربات اللى كنت قارفنى بيها ارفى ياسونه .. خيطى ياسونه .. اكوى ياسونه ... طبقى ياسونه .. لما سونه طفحت ... ربطت الملايه .. قالت لها الجاره بدهشة : مش بدرى على كده ياحاجة .؟
ردت : وصيته يا اختى .. وانتى عارفه وصيت الميت لزما تنفذ .. قالى ياسونه .. لما اموت .. وقبل ما اندفن .. لمى هدومى واتبرعى بيها .. علشان اخد ثواب  ..
سونه : انزلى يابت ارمى الاكياس دى فى الزباله واتصلى برساله تيجى تاخد الهدوم دى ... ونظرت الى الجاره وقالت : الثواب ... علشان الثواب يسبقة على الجنه ونعيمها باذن الله ..
الجاره : طاب استأذنك علشان انزل اعملكوا لقمه .
سونه : والله مايحصل .. والنبى مانتى عامله حاجة .. انا عندى الاكل فى التلاجة من امبارح .. روحى انت شوفى عيالك كتر خيرك على كده ..
الجارة : طيب اجيلك بالليل انشاء الله
رفعت السماعة : الو .. بلبع .. اناعايزة كيلو كباب وكفته وكيلو ريش .. وبرام رز .. اه وابعت نص طرب ... متنساش الطحينه ..
ليل داخلى :
تصطف المعزيات .. تجلس بينهم سونه وهى تبكى وتنتحب .. ماكانش مخلينى عايزة حاجة ابدا ... كان مهنينى .. اكل وشرب ولبس وفسح .. اتخطف منى .. اهىء اهىء اهىء .. صبرنى على فراقة يارب
بعد اسبوع :
وله يامحمد .. عايزاك تروح تسألى فى الازهر .. هو انا كده حافضل محبوسة فى البيت لغاية العده ماتخلص ؟!! .. انا حرانه وزهقانه عايزة افك واشم هوا
دق جرس الباب ... اهلا يا حبيبتى .. عارفه ..عارفة والله اللى عندك .. اعمل ايه ؟ .. ربنا يصبرنى على فراقة .. والله ماعاد ليا نفس لحاجة .. لا اكل ولا شرب ولاحتى عايزة اتكلم مع حد وطول النهار على الكرسى زى ما انتى شايفه كده .. قاعده بس افكر فيه وفى ايامه الحلوه   .. ماتعرفيش قاطع بيه ازاى ..مع السلامه ياحبيبتى .. ماجيلكيش فى حاجة وحشة ابدا
بعد اربع شهور وعشره :
خلعت السواد ولونت .. ولما سألوها .. المرحوم .. المرحوم موصينى .. قالى ياسونه بعد العدة  تقلعى الاسود .. اوعى تلبسيه بعد العده يوم واحد .. وصية الميت بقى لزما تتنفذ ...
بقولكوا ايه ... الفلوس اللى فى الدولاب دى مش داخله ورث .. دا حقى .. حق خدمتى ليه فى عياه .. حق سهرى وتعبى فى تمريضة ..
بعد 6 شهور :
باعت الارض .. سحبت الفلوس .. صبغت شعرها .. حقنت بوتكس .. وشدت ما ترهل .
#ومات_الواد_العبيط

الأربعاء، 12 يونيو 2019

بأمثل


بأمثل
-           : مالك بابت
-          : مالى .. ؟ ما انا زى الفل اهوه .. العيال شاطرين فى الدراسة .. والبيت نضيف ... ولسه مجدده الانترية ومغيره الستاير.. جوزى وشغال والقرش بيجرى فى ايده .. والشهر اللى فات اترقيت وبقيت رئيس القسم .. عايزة ايه تانى ؟ .. انا فى نعمة والحمد لله.
-         : ربنا يكمل نعمه عليكى ... بس برضة حساكى مش مبسوطة .. مافيش البهجة بتاعة زمان ..
-         : ومين فينا بقى عنده البهجه بتاعة زمان ؟؟!! ... زمان كان فيه  احلام عايزة تحققيها .. كان فيه قصص حب عايزه تعيشيها .. كان فيه حاجات كتير عايزة تجربيها ... حتى الغلطات .. كنتى بتسعى علشان تقعى فيها . .. كان فيه صحة وشباب وامال ..كان فيه حياه .. حلو ومر .. فوق وتحت .. نجاح وسقوط .. فرح وحزن .. دلوقتى مافيش حياه .. فيه عيشة والسلام .. روتين ... روتين وبس .. الى بنبات فيه بنصبح فيه ..قلق من بكره وعلى بكرة .. ملل وتنميل .. حساب ومحاسبه على اللى راح .. وخوف ورعب من اللى جاى .. ويوم ماتفكرى تعملى حاجة تكسرى بيها الروتين والملل ... بتلاقى نفسك بتعمليها لغيرك مش ليكى .. مش لنفسك .
-         : مش بقولك انك مش مبسوطة .!!
-         : انا لامبسوطة ولا مش مبسوطة .. انا بطلت من زمان افكر اذا كنت مبسوطة ولا لأ .. انا بقيت بأمثل وبس .. بقيت بأمثل على كل اللى حواليه ... بأمثل على جوزى انى باحبه رغم انى زهقت منه .. بأمثل انى باحب بيتى رغم انى كرهته حتى بعد ماجددت الانترية وغيرت الستاير ... حتى الولاد بأمثل انى باحبهم مع انى متأكده انهم مش محتاجينى ولا انا محتجاهم .. بأمثل انى ناجحة فى شغلى مع انى باتمنى استقيل النهاردة قبل بكرة ... بامثل حتى على ربنا  وانا ماسكة المصحف ليل نهار وباصلى السنه والشفع  والوتر ..وانا متأكده انى مش راضية باللى كاتبهولى ..
-         : فوقى يابت .. انتى كده داخلة فى اكتئاب ..
-         : مش اكتئاب .. ده واقع ... اللى عنده اكتئاب مابيبقاش واعى انه مكتئب .. بيبقى متصالح مع نفسه وفاصل عن الدنيا ومرتاح .. حزين بس مرتاح .. لكن انا واعية انى مش متصالحة مع نفسى واعية انى مش حزينه بس مش مرتاحه ... واعية انى بأمثل .
-        الحياه كده صعبه .. لازم تلاقى حل لحالتك دى .. خدى جوزك واطلعوا اجازة .. غيروا .. جددوا ..
-         : حصل ... والنتيجة ؟؟!! ... ولا حاجة ... برضة تمثيل .. لمسة الايد ماعدتش بتقشعر ... والكلام كان يا اما سكوت ..يا اما عن الولاد ومستقبلهم .. حتى الحاجات التانية .. برضة تمثيل .. بأمثل انى مبسوطة ومستمتعة .. مع انى مببقاش حاسة بحاجة .. وولا كان ليا نفس ليها من اصله .. عايزة الحق ؟ .. هو كمان بيمثل .. كلنا بنمثل .. والواضح ان احنا حنفضل نمثل لغاية الستارة ماتنزل
-         : دى كده مش حياه ابدا !!!
-         : ومين قالك  انها حياه .. دى عيشة زى ماقولتلك ... عيشة والسلام .. ايام بنعديها ونعدها .. اسألك سؤال بس تجوبى بصراحة ؟
-         : اسألى
-         : بزمتك انتى مبسوطة ؟؟
رجعت الصديقة بظهرها للوراء .. سندت ايديها على ايد الكرسى .. نظرت الى السماء .. تنهدت تنهيده عميقة
 وقالت بابتسامه : بأمثل
... وضحكا ... ضحكا كما لم يضحكا من قبل