الأربعاء، 9 أكتوبر 2019

حنية الوز


حنية الوز

البنى ادم مننا لو ماشبعش حنية من وهو صغير .. يفضل طول عمرة عايش تعبان و بيلًطُش ...
الجيل اللى عنده دلوقت خمسين وستين سنه .. جيل ماشبعش حنيه .. جيل يتيم بحكم الظروف .. يا اما ابوه مات فى الحرب .. يا اما رجع بس سافر الخليج ليغرق فى بحر الريالات ويجيب المروحة والكاسيت .. امه بقى يا اما عاشت زوجة شهيد شايلة مسؤلية اب وام .. ياسافرت الخليج ولبست الباروكة يا اما بدأت مشور الاندبندنت ومستقبلى وشغلى وطريقى وكدهون
القصد ... الجيل ده لما كبر وعاش مرارة قلة الحنية والظروف الاقتصادية وجه يتجوز ويخلف .. حلف يمين تلاته ليعوض العيال ويحن عليهم .. المشكله انه ماكنش عارف يحن ازاى .. ماهو فاقد الشىء لا يعطية ..قوم من قلة البخت ان العيال دى جات كمان فى زمن العولمه زمن الماركتيج والسينييه .. قوم المطهى فهم الحنيه هيه انه مايحرمهمش من حاجة هو اتحرم منها وهو صغير .. دا طبعا على اساس ان اياميه كان فيه تابلت وابوه مرضاش يجيبهوله .. القصد
وبدال الحنيه ما المفروض تكون حضن وطبطبة وتشجيع وفضفضه وضهر وسند بقت حنية خد اشترى ... اى فون .. كوتشى ماركة .. بيبسى ... كولا .. شارم .. ساحل .. نيش ..كريستال ..
حنية تبوظ .. تخرب .. تدمر ... حنية وهمية ... حنية وز حنية بلا بز .. خوخت الشخصية حولتها لكائن شره .. مابيشبعش .. مابيرضاش .. مابيقنعش حولتها نار تنادى ليل ونهار : هل من مزيد ..
صعب انك تلوم حد ..تلوم جيل الجدود بظروفه وقوميته العربية وثورته وحروبة وسذاجته ..ولا تلوم جيل الاباء بجرية ورا لقمة عيشة واكل عيالة وكان قصده خير فحب يكحلها فعماها .. ولا جيل الابناء اللى اتربى على انه يبيع اى حاجة علشان يشترى برضه اى حاجة .. ولا تلوم الظروف والتغيرات الجيوسياسية والعولمة والماركتينج والسوشيال ميديا  وزمن مابعد الحداثة ومفاهيم الفردية والانيه ..
ولا كلنا انضحك علينا ولا بنضحك على نفسنا .. واللا اللى حصل  حصل والكلام فى الفايت نقصان عقل .. ؟
بص هو ماحدش فاهم .. واوعى تصدق حد يقولك انه عارف احنا رايحين على فين .. وياسيدى اهو كله تنظير وتشخيص ومافيش علاج وربنا بقى هو الشافى