الجمعة، 26 فبراير 2016

نعم انا مشتاق (نهاية 2)

نعم انا مشتاق (نهاية 2)

رأها وهى تتقدم نحوه بتصميم .... حاول جاهدا ان يظهر وكأنة لا يراها ... لكنها فاجأته وهى تمد يدها اليه قائلا بصوتها الحنون الذى اثار فى نفسه كل شجون الماضى : إزيك ..
التفت اليها مرتبكاً محاولا تصنع دهشة المفاجأة ... سلم عليها وهو يقول بصوت مرتعش : اهلاااااا ...
شدته اليها حتى ظن أنها تريد ان تقبله فاحمرت وجنتاه ... كم تمنى هذه اللحظة  ... لكنها لم تقبله...فقط همست فى اذنه: مش حتقدر تنسانى ..
نظرت فى عينية تلك النظرة التى اضاع سنوات عمرة من اجلها ... حاول ان يعترض على لن تستطيع نسيانى هذه ... ولكنه لم يستطع ... انها الحقيقة ... انه لم يستطع نسيانها ولو لليلة .. انه مازال يبحث عنها فى وجوه المارة ... مازال يمارس طقوسة اليومية فى تذكر مواقف جمعتهما ... وكثيرا مايلجأ الى البوم صوره القديمة ليلقى نظرة تواسية فيما تمناه ولكن الزمن ضن به...
امسكت يده وسحبته مسلوب الاراده وقالت بلهجة آمرة : نقعد ونتكلم ... كان يمشى وراءها فرحا كطفل فى طريقة الى محل لعب ليشترى اللعبه التى طالما حلم بها ... كان قلبه يتراقص كقطرة ندى بريئة تحاول ان تحافظ على توازنها فوق ورقة شجر تداعبها الرياح ...
جلس وبدأ يمارس متعته فى النظر الي عينيها ... ويديها ترقد فى حضن يديه ... حضن يذداد قوه حتى كاد ان يعتصرهما ... انه يخاف ان تهرب منه .. لقد انتظرها كل هذه السنين ..
قال وكل حواسه تقول معه : ايوه عمرى مانسيتك لحظة ... حبى ليكى كان بيزيد كل يوم .. كنت بادعى ربنا فى كل صلاة انه يجمعنى بيكى واكمل حياتى معاكى ...
زمان ضعتى منى علشان كنت ضعيف وفقير ... ماكنتش بأملك غير شوية افكار ومبادىء من بتاعة الكتب بأدارى وراها ضعفى وفقرى وقلة حيلتى ... لكن دلوقت ..... لأ .... انا بقيت قوى ... بقيت غنى ... انا دلوقتى اللى بحط الافكار والمبادىء وبطلت اقرأ كتب ...
احنا حنتجوز النهارده.
قالت وهى بين الدهشة والفرحة : انت اكيد اتجننت ... انا متجوزة
قال : كنتى ... كنتى متجوزة .. والعده خالصة من سنه وخمس شهور واربعتيام.
قالت :حأقول ايه لعيالى ... وحتقول ايه لمراتك ... معارفنا وقرايبنا حيقولوا علينا ايه ؟وحنعيش فين .. انت بجد مجنون ... مجنون ..
قال بتحدى : انا عمرى ماكنت عاقل زى دلوقت ...وبعدين مش انا قولت لك ... انا دلوقتى اللى بحط الافكار والمبادىء ... والكل يقراها وينفذها بالحرف وينبسط كمان ... الفلوس ... الفلوس ياحب عمرى .. هيه اللى ضيعتك منى زمان وهيه اللى حترجعك ليه دلوقت ... خرجوا من الكافيه ... كتبوا الكتاب ... وعملوا الفرح فى قريته فى شارم ... والكل حضر وانبسط ... اسبوع فول بورد طيران رايح جاى تشوف فيه الاجانب ملط ...عرض حلو ... مش كتير اللى يقدر يقاوم العرض ده ...

كثير من المال يصلح الامور 

الأربعاء، 24 فبراير 2016

نعم انا مشتاق

نعم انا مشتاق 1

رأها وهى تتقدم نحوه بتصميم .... حاول جاهدا ان يظهر وكأنة لا يراها ... لكنها فاجأته وهى تمد يدها اليه قائلة بصوتها الحنون الذى اثار فى نفسه كل شجون الماضى : إزيك ..
التفت اليها مرتبكاً محاولا تصنع دهشة المفاجأة سلم عليها وهو يقول بصوت مرتعش : اهلاااااا ...
شدته اليها حتى ظن أنها تريد ان تقبله فاحمرت وجنتاه ... كم تمنى هذه اللحظة ... كم تمنى انا يأخذها فى حضنة وتأخذه فى حضنها ... نعم فقط قبلة على الخد وحضن ...هذا هو الحب الحقيقى ... لكنها لم تقبله... همست فى اذنه فقط : مش حتقدر تنسانى ..
ابتعد ... حاول كتيرا الا يبتعد ... نظرت فى عينية تلك النظرة التى اضاع سنوات من عمرة من اجلها ... حاول ان يعترض على لن تستطيع نسيانى هذه ... ولكنه لم يستطع ... انها الحقيقة ... انه لم يستطع نسيانها ولو لليلة .. انه مازال يبحث عنها فى وجوه المارة ... مازال يمارس طقوسة اليومية فى تذكر مواقف جمعتهما ... وكثيرا مايلجأ الى البوم صوره القديمة ليلقى نظرة تواسية فيما تمناه ولكن ضن الزمن به...
أفاق وهى تسأله بلهجة من ينتظر نتيجة امتحان : ماقدرتش تنسانى ؟ .. صح ؟
اجاب وقد انهارت مقاومته : ايوه صح ... صح قوى ... صح جدا ..
امسكت يده وسحبته مسلوب الاراده وقالت بلهجة آمرة : نقعد ونتكلم ... كان يمشى وراءها فرحا كطفل فى طريقة الى محل لعب ليشترى اللعبه التى طالما حلم بها ... كان قلبه يتراقص كقطرة ندى بريئة تحاول ان تحافظ على توازنها فوق ورقة شجر تداعبها الرياح ...
جلس وبدأ يمارس متعته فى النظر الي عينيها ... ابتسمت وقالت : دى فرصتك الاخيرة .... قول كل اللى عايز تقولة ... فرصة ممكن ماتتعوضش .
لكنه كان قد بدأ فى لملمة مقاومته واستعادة مناعته فقال :لما كان ينفع اقول وكان من حقى أقول ... ماقولتش ....كان السبب انى ماكنتش حأقدر التزم بوعد او عهد اديه ...
النهارده ... دلوقت ... برضة ماقدرش اقول ... بس السبب المرة دى مش انى ما اقدرش التزم بوعد او عهد ... السبب المرة دى هو انه مش من حقى اقول .
لقد احتارت فيه ... انها لم تحبه ... ولكنها كثيرا ماتمنت ان تحبه ... قالت بصوت يائس : انت شاطر قوى فى تضييع الفرص ... فكر ... دى فرصتك الاخيرة ...
نظر اليها طويلا وكأنه يريد ان يمتلىء من سحر عينيها ... يغترف ويحمل مايكفيه لما بقى له من الحياة ...
انتفض واقفا وقد استرد كامل مناعته ... ترك نقودا تحت كاس العصير الذى لم يشربه .. قال : نعم انا مشتاق وعندى لوعة... ولكن مثلى لا يزاع له سر.
استأذن وغادر...
جلست وهى تتابعة وعلى وجهها ابتسامة سعيده ... لقد فهمت اخيرا ... لماذا لم تحبه ... وفهمت اكتر لماذا تمنت ان تحبه ...
انها لم تحبه.... لانه غبى ... ماهو محدش يضحى ويسيب حب عمره يضيع منه كده  ....
 وتمنت ان تحبه.... لأنه فارس .... فى زمن من الصعب انك تلاقى فيه جواد ....