الأربعاء، 24 فبراير 2016

نعم انا مشتاق

نعم انا مشتاق 1

رأها وهى تتقدم نحوه بتصميم .... حاول جاهدا ان يظهر وكأنة لا يراها ... لكنها فاجأته وهى تمد يدها اليه قائلة بصوتها الحنون الذى اثار فى نفسه كل شجون الماضى : إزيك ..
التفت اليها مرتبكاً محاولا تصنع دهشة المفاجأة سلم عليها وهو يقول بصوت مرتعش : اهلاااااا ...
شدته اليها حتى ظن أنها تريد ان تقبله فاحمرت وجنتاه ... كم تمنى هذه اللحظة ... كم تمنى انا يأخذها فى حضنة وتأخذه فى حضنها ... نعم فقط قبلة على الخد وحضن ...هذا هو الحب الحقيقى ... لكنها لم تقبله... همست فى اذنه فقط : مش حتقدر تنسانى ..
ابتعد ... حاول كتيرا الا يبتعد ... نظرت فى عينية تلك النظرة التى اضاع سنوات من عمرة من اجلها ... حاول ان يعترض على لن تستطيع نسيانى هذه ... ولكنه لم يستطع ... انها الحقيقة ... انه لم يستطع نسيانها ولو لليلة .. انه مازال يبحث عنها فى وجوه المارة ... مازال يمارس طقوسة اليومية فى تذكر مواقف جمعتهما ... وكثيرا مايلجأ الى البوم صوره القديمة ليلقى نظرة تواسية فيما تمناه ولكن ضن الزمن به...
أفاق وهى تسأله بلهجة من ينتظر نتيجة امتحان : ماقدرتش تنسانى ؟ .. صح ؟
اجاب وقد انهارت مقاومته : ايوه صح ... صح قوى ... صح جدا ..
امسكت يده وسحبته مسلوب الاراده وقالت بلهجة آمرة : نقعد ونتكلم ... كان يمشى وراءها فرحا كطفل فى طريقة الى محل لعب ليشترى اللعبه التى طالما حلم بها ... كان قلبه يتراقص كقطرة ندى بريئة تحاول ان تحافظ على توازنها فوق ورقة شجر تداعبها الرياح ...
جلس وبدأ يمارس متعته فى النظر الي عينيها ... ابتسمت وقالت : دى فرصتك الاخيرة .... قول كل اللى عايز تقولة ... فرصة ممكن ماتتعوضش .
لكنه كان قد بدأ فى لملمة مقاومته واستعادة مناعته فقال :لما كان ينفع اقول وكان من حقى أقول ... ماقولتش ....كان السبب انى ماكنتش حأقدر التزم بوعد او عهد اديه ...
النهارده ... دلوقت ... برضة ماقدرش اقول ... بس السبب المرة دى مش انى ما اقدرش التزم بوعد او عهد ... السبب المرة دى هو انه مش من حقى اقول .
لقد احتارت فيه ... انها لم تحبه ... ولكنها كثيرا ماتمنت ان تحبه ... قالت بصوت يائس : انت شاطر قوى فى تضييع الفرص ... فكر ... دى فرصتك الاخيرة ...
نظر اليها طويلا وكأنه يريد ان يمتلىء من سحر عينيها ... يغترف ويحمل مايكفيه لما بقى له من الحياة ...
انتفض واقفا وقد استرد كامل مناعته ... ترك نقودا تحت كاس العصير الذى لم يشربه .. قال : نعم انا مشتاق وعندى لوعة... ولكن مثلى لا يزاع له سر.
استأذن وغادر...
جلست وهى تتابعة وعلى وجهها ابتسامة سعيده ... لقد فهمت اخيرا ... لماذا لم تحبه ... وفهمت اكتر لماذا تمنت ان تحبه ...
انها لم تحبه.... لانه غبى ... ماهو محدش يضحى ويسيب حب عمره يضيع منه كده  ....
 وتمنت ان تحبه.... لأنه فارس .... فى زمن من الصعب انك تلاقى فيه جواد ....  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق