نعم انا مشتاق (نهاية 2)
رأها وهى تتقدم نحوه بتصميم .... حاول جاهدا ان يظهر
وكأنة لا يراها ... لكنها فاجأته وهى تمد يدها اليه قائلا بصوتها الحنون الذى اثار
فى نفسه كل شجون الماضى : إزيك ..
التفت اليها مرتبكاً محاولا تصنع دهشة المفاجأة ... سلم
عليها وهو يقول بصوت مرتعش : اهلاااااا ...
شدته اليها حتى ظن أنها تريد ان تقبله فاحمرت وجنتاه ...
كم تمنى هذه اللحظة ... لكنها لم تقبله...فقط
همست فى اذنه: مش حتقدر تنسانى ..
نظرت فى عينية تلك النظرة التى اضاع سنوات عمرة من اجلها
... حاول ان يعترض على لن تستطيع نسيانى هذه ... ولكنه لم يستطع ... انها الحقيقة
... انه لم يستطع نسيانها ولو لليلة .. انه مازال يبحث عنها فى وجوه المارة ...
مازال يمارس طقوسة اليومية فى تذكر مواقف جمعتهما ... وكثيرا مايلجأ الى البوم
صوره القديمة ليلقى نظرة تواسية فيما تمناه ولكن الزمن ضن به...
امسكت يده وسحبته مسلوب الاراده وقالت بلهجة آمرة : نقعد
ونتكلم ... كان يمشى وراءها فرحا كطفل فى طريقة الى محل لعب ليشترى اللعبه التى
طالما حلم بها ... كان قلبه يتراقص كقطرة ندى بريئة تحاول ان تحافظ على توازنها
فوق ورقة شجر تداعبها الرياح ...
جلس وبدأ يمارس متعته فى النظر الي عينيها ... ويديها
ترقد فى حضن يديه ... حضن يذداد قوه حتى كاد ان يعتصرهما ... انه يخاف ان تهرب منه
.. لقد انتظرها كل هذه السنين ..
قال وكل حواسه تقول معه : ايوه عمرى مانسيتك لحظة ...
حبى ليكى كان بيزيد كل يوم .. كنت بادعى ربنا فى كل صلاة انه يجمعنى بيكى واكمل
حياتى معاكى ...
زمان ضعتى منى علشان كنت ضعيف وفقير ... ماكنتش بأملك غير شوية افكار
ومبادىء من بتاعة الكتب بأدارى وراها ضعفى وفقرى وقلة حيلتى ... لكن دلوقت .....
لأ .... انا بقيت قوى ... بقيت غنى ... انا دلوقتى اللى بحط الافكار والمبادىء
وبطلت اقرأ كتب ...
احنا حنتجوز النهارده.
قالت وهى بين الدهشة والفرحة : انت اكيد اتجننت ... انا متجوزة
قال : كنتى ... كنتى متجوزة .. والعده خالصة من سنه وخمس شهور واربعتيام.
قالت :حأقول ايه لعيالى ... وحتقول ايه لمراتك ... معارفنا وقرايبنا
حيقولوا علينا ايه ؟وحنعيش فين .. انت بجد مجنون ... مجنون ..
قال بتحدى : انا عمرى ماكنت عاقل زى دلوقت ...وبعدين مش انا قولت لك ...
انا دلوقتى اللى بحط الافكار والمبادىء ... والكل يقراها وينفذها بالحرف وينبسط
كمان ... الفلوس ... الفلوس ياحب عمرى .. هيه اللى ضيعتك منى زمان وهيه اللى
حترجعك ليه دلوقت ... خرجوا من الكافيه ... كتبوا الكتاب ... وعملوا الفرح فى
قريته فى شارم ... والكل حضر وانبسط ... اسبوع فول بورد طيران رايح جاى تشوف فيه
الاجانب ملط ...عرض حلو ... مش كتير اللى يقدر يقاوم العرض ده ...
كثير من المال يصلح الامور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق