ربنا ولاتحملنا مالاطاقة لنا به
مافيش حاجة اسمها راجل وست .. فيه حاجة اسمها بنى ادم .. انسان .. والانسان نصه ملاك ونصه شيطان ... الفرق الوحيد ان الراجل بيحب يعمل راجل فبيعلى صوته ويعمل دوشه ويسيح لنفسه .. لكن الست على الهادى .. براحة .. من غير دوشة .. بهدوء وتؤده .. نحكى الحدوته :
ظهرها المفرود وصدرها المشدود وجسمها الكيرفى الخالى من الترهلات وبشرتها قليلة التجاعيد لا تنبىء بانها على الدرجة الاولى من سلم الستين .. وساعدها على ذلك انها لم ترزق بالاولاد .. فالولد هو من يرهل الجسد ويهدل الصدر ويوهن العظم.. ..
استيقظت قبل ان يدق المنبه .. دائما تستيقظ قبل ان يدق المنبه ..فزوجها ذو الثانية والسبعين هو من يقوم بدور المنبه اما بشخيرة المزعج او بتأوهه او بندائه : ناولينى شوية ميه ..
قامت واعدت الافطار وتركته على السفرة وارتدت ملابسها ووضعت مكياجها وعدلت طرحتها واغلقت ورائها الباب وهى تقاوم خاطرا بألا تفتحه ثانية ..وصلت الى عملها .. اعطت البواب المفاتيح وقالت وهى تضع ابتسامه مجهده على وجهها : صباح الخير يا ابو حبيبة .. اركن لى العربية واغسلهالى الله يخليك .. دخلت الاسانسير وقبل ان تغلق الباب دخل شاب فى الثلاثينات من عمره .. اغلق الباب قائلا : حضرتك طالعة الكام .. قالت بصوت متهدج : التاسع ..فرد بابتسامه: انا كمان طالع التاسع.. وقف الشاب ناظرا الى الارض مشبكا يديه فالاسانسيرضيق بيما يكفى لجعلها ملتصقان .. لكنها لم تنظر الى الارض .. و اخذت تتفحصه .. انه طويل .. عضلاته بارزة وسيم ولكن ملامحه جاده .. رائحة برفانه تثيرها .. احست بسعاده وهى تتابع كل تفاصيله وتقاوم امنيتها فى ان يتحرش بها ..وصل الاسانسير .. خرج الشاب وامسك الباب قائلا : اتفضلى حضرتك .. قالت وهى تنظر الى اصابع يده وابتسمت بسعاده: ميرسى ..لم تعرف لماذا احست بكل هذه السعادة عندما لم تجد فى اصابعة دبله ...استعادت ماتبقى توازنها ودخلت مكتبها وهى تقاوم احساسها بالسعاده قائله : وانا مالى ان كان لابس ديله ولا مش لابس .. طلبت النسكافيه وجلست شارده .. وافاقت على صوت الاوفيس بوى : النسكافيه يا فندم .. الاستاذ مراد عايز حضرتك فى مكتبه .. قالت وهى مازالت شارده : اخلص النسكافيه وحاروح له ... واكملت شرودها : ايه يابت مالك .. انتى عامله زى بنات ثانوى كده ليه ؟! .. حتخيبى ولا ايه ؟ ماانتى بطلتى الاحاسيس دى من زمان ..وتركت النسكافيه وذهبت الى الاستاذ مراد .
دخلت مكتب الاستاذ مراد وقالت يابتسامتها المعهوده : صباح الخير يامراد .. خير حسين قالى انك عايزنى ..وتوقف الكلام على لسانه وتسمرت فى مكانها .. انه هو .. نفس العضلات ونفس الابتسامه ونفس الوسامه والملامح الجاده .. نفس رائحة البرفان التى اثارتها .
رد الاستاذ مراد ضاحكا : دى يا سيدى الاستاذه شاهيناز .. احسن واحده ممكن تتعلم منها الشغل .. وده ياستى الاستاذ يوسف معانا من النهارده فى الشركة .. عايزك بقى تعلميه كل حاجة ... ماوراكيش غيرة عايز استلمه بعد اسبوع استاذورئيس قسم علشان حأمسكة مكتب اسكندريه ..
ومضى الاسبوع بين المقاومه والتمنى .. بين التقدم والتأخر .. بين الاه واللأ ..الى ان جاء يوم لم يكن فى الشركة غيرهما .. واقتربا .. اقتربا اكثر مما يجب وغرقا فى قبله عميقة وبدأت المقاومة فى الانهيار .. مقاومته ومقاومتها .. وقررت ان تتركه يفعل مايشاء وما تتمنى .. ولكنهما رأيا برهان ربهما .. وبرهان ربنا اختاروه زى مانتوا عايزين ... جرس تليفون .. جرس باب .. الاوفيس بوى بيخبط جايب شاندوتشات الهارديز ... اى برهان يعجبك .. وخرجت .. اخذت سيارتها ورجعت الى بيتها .. اعطت زوجها الدواء واعدت الغذاء .. واقنعت نفسها انها لم تخون .. وان كان على البوسه ليها ميت مخرج .. ضعف انسانى .. وزة شيطان .. حتى من ناحية الدين .. ممكن نعتبرها لمم .. لكن مش خيانه .. وان كان على خيانه الفكر .. فادى رفاهيه .. ما كلنا بنخون بخيالنا فى اليوم والليله ميت مره .. وربنا عارف كده .. وعاذرنا ومابيحملناش مالا طاقة لنا به .. بيحاسبنا بس على اللى بنعمله .. مابحاسبناش على اللى بنفكر فيه ..
فى الصباح قامت على صوت تأوه زوجها وليس على صوت المنبه كالعاده... خرجت واغلقت وراءها الباب وهى تقاومخاطرا بالا تفتحه ثانيه .. ذهبت الى مكتبها وذهب يوسف الى مكتب الاسكندرية .. فقد تعلم كل شىء ويستطيع ان يدير مكتب الاسكندرية بمفرده .. وطلبت النسكافيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق