السبت، 14 مارس 2020

فرق بين الراء والراء


فرق بين الراء والراء

ماكنش عارف إيه اللى شده ليها .. يمكن علشان مصرية عاشت فى امريكا ولا علشان امريكية عايشة فى مصر .. شخصية غريبة .. عجيبة ..مبهرة.. تخطف القلب والعقل من اللحظة الاولى  .. .. كان يجلس بجانبها وهو يحمل دوسيها به شهادة التخرج وسى فى  عبارة عن اسمه وعنوانه و سطرين عن انجازاته بفريق الجواله فى الجامعة هما كل مايملك من خبرات فى الحياة ليراهن بهما على قبولة فى الشركات التى تعدت الخمسة ولا احد يتصل به ..كانت ترتدى تاييرا كلاسيكيا كحلى اللون وحذاء كلاسيكي ذو خمس سنتيمترات وتعقد ايشاربا مشجرا حول عنقها وتطلق السراح لشعرها الاسود الحريرى ليفعل مايشاء.. وتضع على عينيها نظارة تزيد من جمال عينيها السوداوين .. لم تكن تضع اى نوع من المكياج فجمالها الطبيعى لايحتاج لمثل هذه الاصباغ .. كانت تحمل هى الاخرى دوسيها كالذى يحمله ولكن يبدو ان اوراقه تزيد كثيرا عما يحمل ..لا يتذكر من منهما الذى بدأ الحديث .. لكنه يتذكر انه كان حديثا عذبا مريحا ممتعا .. ساعة كامله لم يكفا عن الحديث لم يصمتا للحظة .. لم يشعرا قط بالملل .. حديث منساب دون تفكير او تجميل او انتقاء للكلمات .. حديث كحديث النفس .. وكان اجمل مافى الحديث هو لكنتها الامريكية وخاصه حين تنطق حرف الراء .. الذى كلما نطقته احس برجرجة قلبه بداخله كرجرجة الندى على ورق الشجر .. انه لم يتعود على هذه اللكنه الامريكيه فانجليزيته فرز ثالث من افرازات مجانية التعليم .. عرف انها عاشت فى امريكا عشر سنوات .. وفرحت عندما قرر والدها الرجوع الى مصر .. فقد ملت الحياة الامريكيه .. نعم ملت الحياه الامريكيه التى يتمناها كل مصرى ومصريه .. حقا انها شخصية عجيبة مبهرة .. بها كل قيم واخلاق الشرق وانطلاق وانفتاح الغرب.. شخصية تخطف القلب والعقل منذ اللحظة الاولى ..
سبقته فى الانتر فيو ... وعندما خرجت سلمت عليه .. لا يتذكر هل هو من قبض على يدها ام هى التى تركتها كل هذه الفترة التى لا تتناسب مع السلام العادى بين اى اثنين ... دخل الانترفيو وخرج ورجع الى البيت وهو فى شرود تام منعه من ان يعرف كيف رجع وماذا قال فى الانتر فيو ..فقط يسأل نفسه هل مايشعر به هو اعجاب أم انبهار ام تراه بداية حب .. وعاد يعاتب نفسه ... انها لحظات سعيده وفقط .. لماذا يحلل ويفسر ويؤول ويطلق المسميات على اى احاسيس  يشعر بها .. واستسلم للسعاده ... مضت الايام وكالعاده لم تتصل الشركة .. ومرت شهور ..ومرت عشر سنوات .. بهتت فيها ذكراها وتبعثرت كلمات حديثها وضمراحساس السعاده الذى كان ينتابه كلما تذكرها .. لكن ذكراها عادت فجأة وبقوه الى عقله وقلبه عندما سمع زوجته وهى تتحدث الانجليزيه مع ابنة جارتنا التى وصلت من امريكا   .. انها تتحدث معها بالانجليزية الفصحى وتعطى كل حرف حقه فى النطق وخصوصا حرف الراء ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق