لم يتزوجها .....
لأنه يحبها !!!
أحبها اكثر مما احب قيس ليلاه ... سهر وسهد وتأرق
وأذرف الدمع ... كانت صديقة يومه ورفيقة ليله تزاحمه روحه وقلبه وخياله ...فملامحها
الجميلة تملأ عقله وفكره قبل ان تصبح صورة على حائط غرفته وخلفية لشاشة حاسبه
الالى ... صوتها يعلو فى اذنه كصوت آذان يدق فى صدر عابد صوفى متيم ..اسمها يجرى
على لسانه ويزين صفحات كل كتاب قرأه وكل ورقة كتبها .. كان يحيا بها ولها ..
وفجأة قرر ان ينسحب .. نعم لن يتزوجها رغم كل هذا
الحب .. تحمل ثورتها وغضبها وهجومها واتهامها له بالخسة والندالة والخيانة والغدر
.. انه يعذرها ... فهى لا تعلم مقدار حبه لها ... ان قرار الانسحاب ماهو الا
ليحافظ عليها وعلى حبه لها ... نعم .. فمشوار الحياة بهمومها وشقائها وانفعالاتها يحتاج دائما الى سند ومعزى وملجأ نلجأ اليه
ليعطينا القوة لنستطيع ان نستمر فى ممارسة طقوسها ... واذا تزوجها ستذوب معه فى
الهموم والشقاء والانفعالات والتغيرات الانسانية الطبيعية وقتها سيفقد السند والملجأ ولن يجد له معزيا ..
انه لو تزوجها سيفقد حب عمره ...
كان يبدوا مجنونا لجميع من حوله .. لكنه وبعد مرور
عشرون عاما ... مازال يمارس طقوس الحياة .. تزوج وانجب وعمل وترقى وحارب وصارع ...
عشرون عاما ومازال بنفس القوة والامل والتفاؤل ... فكثيرا ما كان يلجأ فى رحلة
الحياة الى سنده ومعزيه وملجأه الذى يمده دائما بالطاقة التى تساعده على الاستمرار
... فمازالت ملامحها الجميلة تملأ عقلة وفكرة حتى بعد ان ازال صورتها من على شاشة
حاسبة الالى وتليفونه المحمول ..ومازال صوتها يعلو فى اذنه كصوت اذان يدق فى صدر
عابد صوفى متيم ... ومازال اسمها يجرى على لسانه وان كان لم يعد يزين صفحات الكتب
التى يقرأها ... الاهم ... انه مازال يهرب من مقابلتها ... انه مصمم على ان يحتفظ
بصورتها وصوتها وحبه لها كما هم ...
سؤال رفيع :
هل أحبها أم احب ذاته ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق