الأربعاء، 15 مايو 2019

إلى متى ....؟


إلى متى ....؟

حكاية النهارده بتتكرر كتير قوى ... حتى انا فاكر انى صغت حاجة شبهها فى حكاية مذكرات سونيا سليم .. بس ديكها كانت من منظور ان الانسان مابيتوبش وشيطانه دايما بينتصر عليه .. على الرغم من ان ربنا بيبعت له فرص كتير علشان يتوب ويرجع .. لكن الحكاية المرة دى من منظور التائب النائب الراجع الجالس على كرسى الاعتراف بخطره .. بكيفه .. بمزاجه .. بس بمساعدة ربنا برضك ... واهى دنيا ياما فيها .. وفيها اللى مكفيها ...
صلى على النبى :
ماتعرفش ايه اللى صحاه على ادان الفجر .. مابتحصلش كتير الحكاية دى .. قام اتوضى وصلى ومسك المصحف وبعد ما خلص حط الشريطة على الربع وقفل المصحف ونام .. قوم ايه حلم انه نايم وحران فقام فتح الشباك .. كانت الدنيا كحل .. وكاتمه .. وفجأه ضربت وشه نسمه هوا عليله دغدغته .. وفى لحظتها سمع صوت من بعيد بيقول : ياحى ياقيوم .. ياحى ياقيوم ... كرر وراه ... ياحى ياقيوم .. ياحى ياقيوم ..الصوت ينادى وهو يكرر .. الى ان فتح عينيه فوجد نفسه يردد : ياحى يا قيوم .. ياحى ياقيوم ... كان حاسس بسعاده غريبة .. لا دى مش سعاده .. دى راحة .. راحة عمره ماحسها قبل كده .

قام علشان يروح الشغل .. طلع البدله .. لبس القميص والبنطلون ووقف قدام المراية يربط الكرافته .. اول لفه وتانى لفه وسرح : تلاتين سنه وانا باشتغل الشغلانه دى .. مش راضى عنها وكل يوم الصبح اقعد اقنع نفسى انها شغلانه زى اى شغلانه .. مع انى عارف انها مش زى اى شغلانه .. دى اسوأشغلانه فى الوجود ... ايوه الماركيتنج اسوأ شغلانه فى الوجود .. انا باعمل ايه ؟ .. انا بطلع من البنى ادمين المارد الكامن فيهم .. العفريت اللى ساكنهم .. الوحش الكاسر اللى محبوس فى صدرهم .. ايوه .. انا بافتح الباب لرغباتهم .. انا مش بس بافتح لها الباب .. انا باغذيها واكبرها وخليها تتوحش... باحولها لمصاص دماء لايرتوى ابدا ..فقط هل من مزيد ؟؟
ومن اجل المزيد يدفعون المزيد وليحصلوا على المزيد لابد وان يتنازلوا عن المزيد .. المزيد من الصحة والقيم والدين ... يعملون ليل نهار.. يحاربون الاصدقاء والزملاء .. يقترضون ويرابون ..

شغلانه ايه دى اللى زى تاجر الهروين .. انا بحولهم لمدمنين بس مش مدمنين هروين .. لا مدمنين شرا .. مدمنين مظاهر .. مدمنين تغيير وتبديل .. مدمنين عايزين نعيش بقى زى اللى عايشين ... مدمنين كمبوندات .. وعربيات .. وموبيلات .. مدمنين حتى تبرعات ..
وانت بقى وشطارتك يامعلم بصبوص ياعترة ..  كل ماتبقى كرييتف وخلاق ومبدع وتشعلل رغباتهم .. كل ما مرتبك زاد وعليت العربية وجبت الفيلا وسافرت بره .. انت كمان طلعت المارد اللى جواك من غير ماتحس .. ماهو طباخ السم بيدوقة يانجم ..
افاق على محموله الاى فون : ماتنساش ميعادنا مع مندوب مدينتى النهارده الساعة 10 .. هما عجبتهم فكرة الاغنية .. بس شارطين ان اصاله اللى تغنيها ..
اغلق الاى فون .. حاول ان يكمل ربط الكرافته ولكنه لم يستطيع .. خلع الكرافتة .. اغلق الاى فون .. وقرر ان يبدأ من جديد
ويبقى سؤال اصاله ومن قبلها عبد الحليم حافظ :
الى متى ... الى متى ... الى متى ...الى متى سيستطيع المقاومة ؟
نفسى مره انهى حكاية بنى ادم انه تاب واناب ورجع .. بس مابقدرش .. ماشوفتهاش قبل كده ياجدع .. اكدب عليكوا يعنى ؟ .. عمرى عملتها طا ؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق