الحبال الدايبة
وانا صغير فى المدرسة....كانوا المدرسين يحكولنا على السراب ....ويقولولنا لما تمشى فى الصحرا ....تشوف مية قدامك ...بس لما توصلها ماتلاقيهاش ......عجبتنى قوى حكاية السراب دى ....وبقيت ادخلها فى كل كلامى وحكاياتى ......وبقيت ادخلها فى مواضيع التعبير علشان اخد نمرة حلوة......كل دة وانا لاشفت السراب ولاغيرة.....وفى يوم كنت مسافر على الطريق الصحراوى الساعة اتنين الضهر .....وشفت السراب على الاسفلت.....بقيت اجرى بالعربية وهوة يجرى قدامى ....كانت لعبة حلوة هونت عليا المشوار .....وخلصت السكة بسرعة ...سرحت شوية مع نفسى ....لقيت السراب مش بس فى الصحرا ولاعلى الاسفلت .....اكتشفت ان الحياة كلها سراب .....من ساعة ما بنيجى الدنيا واحنا بنجرى ورا سراب كل مايتهيئلنا ان احنا وصلنا نلاقى سراب ابعد نقوم نجرى وراة ....بنجرى ورا الشهادة وتطلع سراب ....نجرى ورا النجاح نلاقية سراب ....الفشل سراب ....الحب سراب ....الجواز سراب ....حتى العيال هما كمان سراب ....الصحاب سراب ....الاعداء سراب .....الفلوس سراب ....المتع والفسح سراب ....الزعل سراب ....والسعادة هية كمان سراب ......وكل ما نخلص سراب نجرى ورا سراب ...نجرى ونجرى ونجرى لغاية ما ينقطع نفس اللى جابونا ....سألت نفسى : احنا بنعمل فى نفسنا كدة ليه؟....مالقيتش غير اجابة واحدة : ما اهلنا كانوا بيعملوا كدة .....سألت تانى : طاب احنا بنقلدهم لية ؟....مالقيتش برضة غير اجابة واحدة : غباوة ...ايوة غباوة ....والله غباوة ...بنجرى ورا سراب الدنيا وسايبين الحقيقة اللى احنا جايين الدنيا علشانها ....نعبد ربنا ونعمل لاخريتنا ...مش لاقى حاجة اقولها غير المثل اللى دايمنا تقولة الحاجة : اتعلقى يا خايبة بالحبال الدايبة