الجمعة، 13 فبراير 2015

الحب الأول (3ّ)

الحب الأول (3)

الأيام بتنسى الحب الاول ولا بيفضل لازق فى الذاكرة ؟... والله هو سيكولوجية التعليم بتقول ان كل حاجة بتتنسى بمرور الزمن وكثرة الاحداث .. حتى الحاجات المهمة قوى اينعم مابتتنسيش تماما ... لكن بتبقى زى الصورة الباهته اللى ماتعرفش تميز ملامح اللى فيها بس بتبقى عارفهم كده بالشبة ...
سيكولوجية التعليم بتقول كمان انه علشان الحاجة تبقى دايما فى الذاكرة يبقى لازم نراجعها كل فتره ...انعاش للذاكرة يعنى ... وده اللى كان بيعمله واحد صاحبى ماتعرفهوش ...
(س ص)... قرر انه مايستغناش عن الماضى وياخده معاه فى الحاضر والمستقبل ... نوع من انواع الونس .. هوه بيقول انه لو كان كمل مع الحب الاول كان حيكون اكثر سعاده ... بغض النظر عن انه عبيط لانه لو كان السعاده فى الحب الاول كان ربنا وفقه وكمل واتجوزها ...
(س ص ) كان عنده صندوق خشب برزة وقفل ومفتاح شايله فى درج المكتب فى الاوضة عند الحاجة ... الصندوق بقى كان تحت السرير ...كان كل يومين تلاته يفتح صندوق الذكريات ويتفرج على صور الرحلات والصورة الكلوز اللى خدها للحب الاول من غير ماتاخد بالها وهما فى معسكر الكشافة ... كان يمسك المنديل البمبى المكتوب عليه بخطها .. يارب .. على اساس يارب يجمعنا وكدهون  ...ويمسك خصلة شعرها المربوطة باستك الفلوس اللى عطيتهاله وهما قاعدين تحت الشجرة فى المنتزة ويقعد يشم فيها ...
مع الايام والشغل بقى يفتح الصندوق كل اسبوع ... مع الجواز والعيال ومفرمة الدنيا كان يروح يفتح الصندوق كل ما العيشة واللى عايشينها يدوسوا عليه ... نوع من انواع الطبطبة اللى كل واحد مننا بيدور عليها ومش لاقى حد يديهاله ... مش علشان الناش بقت وحشة زى مابيقولوا ... خالص ... لكن علشان الناس  هيه كمان  مشغوله بتدور على اللى يطبطب عليها ...
مع التطور والتكنولوجيا ... (س ص) خد الصورة الكلوز على اسكانر وحطها على الموبيل وعمل لها كلمة سر ... المنديل البمبى وخصلة الشعر حطهم فى ظرف وشالهم فى درج المكتب التحتانى فى الشغل ...واستمر فى ممارسة طقوس عبادة الماضى ....الى ان حدث ما لايتوقعة وجعله يكفر بصنم الحب الاول الذى اضاع عمرة فى عبادتة ...
فى يوم دخل (س ص ) الهايبر ... وفجأه .. ماكنش مصدق نفسه ... هيه .. ايوه هيه... اخيرا شوفتها بعد عشرين سنه ... نفس الرقة .. نفس الجمال ... نفس الشياكة ...جرى عليها ... وقف قصادها وابتسم ... كشرت وقالتله : افندم ... قالها ونفس الابتسامة البلهاء على وجهه: انا (س ص) ... ردت بضيق : المفروض اعمل انا ايه طيب ؟! ... قالها وقد خف حجم الابتسامة : انا (س ص ) اللى كنت معاكى فى الكليه ... اخيرا ابتسمت وقالت : ياااه ماعرفتكش ... شكلك اتغير خالص ... ازيك؟ ... عامل ايه ؟... اخبارك ايه ؟... وقبل مايرد ... قالت : انا انبسطت قوى انى شوفتك ... بس معلش علشان الولاد فى العربية ...وهنا اختفت الابتسامة تماما من على وحه (س ص)
(س ص) اكتشف فجأة انها طخنت ... وشها كرمش خالص ... واتبت كمان ...
(س ص) مايعرفش ايه اللى خلاه يمسح الصورة اللى على الموبايل ولا ايه اللى خلاه يرمى الظرف اللى فى الدرج التحتانى .. ولا ايه اللى خلاه فجأه يحس ان مراته وعياله وحشينه قوى  كده ...
بعد اسبوعين ... كان عند الحاجة بيتطمن عليها .... برضة مايعرفش ايه اللى خلاه يطلع صندوق الذكريات .. ويبص فى الصورة الكلوز ويمسك المنديل الازرق اللى عليه الروج  ويشم خصلة الشعر ... اه ما انا نسيت اقولكوا  ... ماهوكان قاسم خصلة الشعر ... نص فى صندوق الذكريات ونص فى الظرف اللى اترمى ...

والختمة ما حد فاهم البنى ادم مننا عايز ايه بالظبط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق