الثلاثاء، 10 أبريل 2018

فردوس وامال


فردوس وامال

صورة الام الذهنية اللى اترسخت فى عقولنا واتربينا عليها وبقت جزء من فكرنا هى صورة فردوس محمد وامال زايد... صورة الام اللى كل حياتها لغيرها .. طبيخ وتطبيق غسيل ورفى شرابات وقلق على العيال والدعا لهم فى الفجر ان ربنا يوقف لهم ولاد الحلال .. صورة اتفرضت على كل ام  لغاية مانسيت ونسينا معاها انها بنى ادم جايز يكون عجز وكرمش ومضى عقد مع الامراض المزمنة بس فى الاخر هى بنى ادم  ليه مشاعر واحاسيس وامال واحلام واحتياجات .
نحكى الحدوتة :
وقف اتوبيس الرحلات امام باخرة على النيل فى انتظار نزول فوج من المسنات .. انتظر طويلا فنزولهن ليس بالامر الهين ... دخل الفوج الباخرة.. تحركت الباخرة فى النيل ... وسرحت كل منهن فى ذكرياتها ..بدأ الدى جى  فى اذاعة اغنية على رمش عيونها لوديع الصافى ... فجأة تقدمت احداهن للبست وبدا ترقص وتصفق بين انتقاد وخجل الاخريات ... عندما وصل وديع الى الكوبلية الثانى كان الجميع يرقصن ويصفقن  على البست ماعدا واحدة ... لم تستطع ان تقهر خجلها وكل مافعلته انها اخذت فى التصفيق ... انتهى اليوم ... ورجعت الى بيتها كعادتها وحيده ولكن هذة المرة كانت سعيدة ... فتحت الدولاب واخرجت قميص نوم يوم عرسها ... فهى مازالت تحتفظ به ... ارتدته .. واخرجت علبة المكياج المنتهى الصلاحية من 25 عاما ... وضعت المكياج ووقفت تداعب ماتبقى من انوثتها امام المراه ... ثم اطفأت النور ونامت ... لاول مرة تنام بهذه السرعة .. نامت بدون ان تفكر فى انها ستموت وانهم لن يكتشفوا جثتها الا  بعد ان تفوح رائحتها ... لم تتقلب ولم تستيقظ عشر مرات .. وضاع عليها الفجر ...
انها غريزة الحياة التى دائما ماتسحق غريزة الموت ...
ماتضغطوش على المسنين يكفيهم مابهم من احاسيس العجز ..ماتمنعوهومش من انهم يعيشوا ويستمتعوا وان امكن يتجوزوا حتى لو عدوا التمانين ... فالروح لاتشيخ ... لا تمرض ... لا تعجز ... ساعدوهم على ان يمارسوا الحياة حتى اخر رمق ... سيبوهم يصبغوا شعرهم ويرسموا حواجبهم ويكحلوا عنيهم  ويحطوا احمر على شفايفهم ويفرحوا بصورتهم فى المرايا ..بلاش كلمة انتى كبرتى على كده ... وعيب على سنك .. كفاية  كبر وغطرسة وانانيه وفرض صور ذهنية عبيطة عليهم .. واوعو تنسوا انها جاية جاية ... وقريب قوى حتبقوا فى سنهم وتحسوا احاسيسهم .

هناك تعليقان (2):