مش لاقى عنوان
تذكر جيدا ذلك اليوم
.. رغم ان عمرها لم يكن قد تجاوز الست سنوات ... كان العصر يؤذن .. حركة غريبة فى
البيت .. الكل يبكى .. والنساء يلبسن السواد .. وصوت عبد الباسط عبد الصمد ينبعث
من الراديو ..اغلقوا عليها حجرتها وامروها الا تغادرها ... هى الاخرى كانت تحتضن وسادتها
وتبكى .. انهم لا يعلمون انها تعرف ان اباها قد مات ... مضى على هذا اليوم اكثر من
عشرين عاما ولكنها مازالت تذكره جيدا .
احاطها الجميع بكم
هائل من الحب والحنان ..ولكنها كانت تفتقد اباها .. تفتقد حنانه وقسوته .. تفتقد
حضنه وطبطبته وشدته ..تفتقد لعبه فى شعرها .. عشرون عاما وهى تعانى احساس الفقد
هذا .. لم تمارس مراهقتها .. لم ينفتح قلبها للحب رغم كثرة ماعرض عليها من حب ..
كانت ترى عارضى الحب مجرد اطفال يبحثون عما يرعاهم.. وهى تبحث عما يرعاها .. الى
ان تزوجته رغما عن الجميع .. نعم هو يكبرها بثلاثين عاما .. ولكنه هو من تحتاجه ..
حاربت كلمات الجميع .. واتهامها بحب المال .. قالوا عنها الكثير .. عدت الناصحة ..
خدته علشان فلوسه .. عرفت تضحك عليه بت الايه .. شوف البت السهتانه وقعت واقفة
... الراجل ماخدش فى اديها غلوه .. ايوه
ياسيدى .. مدارس وعمارتين على البحر وعربية مرسيدس غير الفلوس اللى فى البنك وفيلة
الكنج ...ولكن شىء من ذلك لم يثنها عن قرارها ... فبرغم حديته ووجهه الصارم وعنفه
الظاهر رات فيه مالم يره احد .. قلب طيب وحنان لو وزع على اهل الارض لكفاهم وفاض
... اقتربت منه .. هو الاخر اقترب منها .. فعشر سنوات وحيدا بدون امرأ امر صعب على
الرجل .. حتى بناته تزوجن وهاجرن وتركوه .. مضى على هذا الزواج عشر اعوام .. لم
تنجب .. ولكنها كانت سعيده .. سعيدة بممارسة دور الابنه التى ترعى والدها ويرعاها
ويحميها ... ولكنها الحياه ..
وتكرر المشهد .. اذان
العصر .. حركة غريبة فى الفيلا .. الكل يبكى .. النساء يلبسن السواد .. صوت عبد
الباسط عبد الصمد ينطلق من الكمبيوتر .. لكن هذه المرة لم يغلق احد عليها الباب ..
قبلته قبلة الوداع .. وبكت .. رجعت البنات الى كندا ...اربعة اشهر وعشره ايام مضت
.. وبدأت حياتها الطبيعية ..تزوجت المحامى المسؤل عن توزيع التركة وانجبت وعاشت
انوثتها وامومتها .. ونسيت معاناة الفقد التى كانت تحياها
رجاء : اختاروا عنوان
للحدوته لانى مش لاقى لها عنوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق