ليالى مصرية
الليلة الرابعة
بقلم سيكو هانم
وفي يوم دخلت ميار المكتب على فجأة لاقيت فيه تجمع حوالين مكتبها الصغير من موظفين وشوشهم كلهم كانت مش واضحة.. لكن اللي عرفته وكان واضح وشها منهم .. كانت متريسة العملية .. كأنها عملية إقتحام للأمن المركزي ... كانت سلمى ..
اللي أول ماشافت ميار قعدت تضحك بسخرية وبصوت عالي ...
وكملت كأنها مشفتهاش أصلا ....
كانو بيفتشوا كل درج في المكتب كأنههم بيدوروا على حاجة في حجم خرم الإبرة مثلاً .. وميار واقفة مش فاهمة أي حاجة ...
حاولت تمنعهم .. وتوقفهم .. لكن محدش سأل فيها ... ولما قعدت تزعق فيهم وتحاول تطردهم أو تنادي أستاذ سمير المدير .. وقفولها كلهم وأجبروها على إنها تخرج بره المكتب ... وبصتلها سلمى بنظرة تجمع بين الغيظ والسخرية وقالتلها .. إنتي إللي مكانك بره .. مش إحنا ...
وقفلوا الباب في وشها ....
خرجت من المكتب وفضلت واقفة مصدومة .. ومش عارفة ليه هي مردتش عليهم وهي القوية في شخصيتها .. وحاسمة مع أي حد يمسها .. أو يعطلها عن هدفها ....
سمعت صوت ضعيف من وراها بيقولها بعد إذنك ياأستاذة ميار .. .
ده كان عم حنفي الفراش بيمسح الأرضية ...
زعقت فيه وقالتله ... أنا ناقصاك دلوقت ... وزقت جردل المية برجليها ووقع غرق الأرض من تاني ...
باصلها عم حنفي من غير كلام .. وأخد الجردل والممسحة ومشي ... بس باصلها وهو ماشي وقالها خلي بالك من نفسك يابنتي .... ساعتها لما باصتله ولمحت جانب وشه ... مكنش عم حنفي ... كان أبوها ...
وكان وشه غضبان ... وفيه نظرة شفقة غريبة ...
مشي وسابها .. قالتله إستنى .. إستنى متمشيش ...
إستنى يابابااااااا .....
ميار .. ميار .. مياااااار ... فوقي يابنتي .... مالك بس ...
فوجئت إنها كانت بتحلم ...
ومامتها بتصحيها من الكابوس الغريب ده ....
إشربي شوية المية دول ... وقومتها مامتها ... وقعدت تقول .. آدي إللي كان ناقص ...
يابنتي لو الشغل تاعبك بلاش منه ... إستني شغل الحكومة زي أبوكي ماقالك .. ولا إشتغليلك شغلانة بسيطة كده ...
على الأقل تيجي تساعديني في البيت ....
أنا مبقتش قادرة ... وعاوزة اللي يساعدني ياحبيبتي ... هاا .. قولتي إيه ...
بصت ميار في الساعة ... وقالتلها .. طيب ياماما .. نتكلم في الموضوع ده بعدين ...
إنتي مش شايفاني متأخرة على الشغل ...؟
بصت أمها في الساعة .. وقالتلها متأخرة إيه لسه بدري ... وبعدين سلمت لله أمرها لما لاقيت بنتها مش سأله فيها .. وقالتلها .. فطارك بره أنا محضراه ... وخلي بالك من نفسك يابنتي ...
أخدتت بالها أوي من كلمة مامتها الأخيرة ... كانت نفس الكلمة إللي سمعتها في الحلم .. وقعدت ترن في ودنها لحد ماوصلت الشغل ...
فتحت باب مكتبها ... لاقيت أستاذ ياسر قاعد على مكتبه وسلمى كمان ...
باصتلها بغيظ وحذر وقعدت على مكتبها بعد ماسلمت عليهم ....
وقعدت تشتغل والحلم إللي حلمته مش راضي يطلع من دماغها ...
"كان فيه دوسيه هنا ... راح فين ؟؟؟" قالتها ميار وهي بتبص لسلمى ...
رد عليها أستاذ ياسر دوسيه إيه ... شوفيه هنا ولا هنا .. دوري كويس عليه ياأستاذة ميار ... أدور عليه معاكي ؟؟
وردت عليها سلمى بغيظ وعدم اهتمام .... يعني هيكون راح فين يعني يااستاذ ياسر .. هي هتلاقيه دلوقت ..
زعقت ميار " أنا كنت متأكده إنه هنا .. إلا لو حد بيمد إيده في ملفاتي بعد ماامشي...
وكانت هترد عليها سلمى .. بس وقفها دخول أستاذ شعبان مدير المشتريات ....
وشاف ميار إللي سمع عنها كتير ... وقال إيه يااستاذ ياسر مزعلين الأستاذة لييه .. دي حتى لسه ضيفة جديدة ... وكانت عينيه وهو بيتكلم على ميار وبسسس...
باصتله ميار .كان طويل وعريض .. ولبسه واضح إنه "متريش" حبتين ... ولمحت دبلة بتلمع في إيده الشمال ....
"خيير يااستاذ شعبان ... فيه حاجة ؟؟" قالها أستاذ ياسر عشان يجبره يبصله هو .. ويسيب ميار في حالها ..
"لا ابدا يااستاذ ياسر ... كنت بسلّم عليكم ... وعلى الأنسة ميار ... مش آنسة برضه ... ؟ "
إبتسامة من ابتساماتها .. إللي مش بتطلعهم لأي حد إلا لو كان يتاهل أو وراه مصلحة ... وقالتله أيوة أنسه ...
خلص يومها في الشغل .... ونزلت تدور على المواصلات كالعادة .. وبتقول في نفسها .. ربنا مش هيرحمني بقه من زحمة المواصلات دي ... ولا أنا يعني أقل من إللي راكبين عربيات بنص الشارع دوول ؟؟
قطع تفكيرها صوت عربية بتزمر ... بصت لاقيته الاستاذ شعبان ... راكب عربية صحيح مش فظيييعة .. لكنها فخمة برضه ... وبيقولها ... مش عاوزة توصيلة يآنسة ميار ... وأهو برضه نبقى عملنا الواجب مع زميلة جديدة معانا ...
بصتله وابتسمت ...
وقالت ...................
والى اللقاء فى الليلة الخامسة بقلم ريتشارد قلب الكات