جدى كان راجل عظيم ... اعظم راجل فى الدنيا ... انا واخواتى ماشوفناهوش .... بس قالولنا عن اخلاقة وصفاته وتصرفاته ... انا عن نفسى بحاول ابقى زية ... اينعم مش عارف بس بأحاول ... ومش حيأس .. وبقول لأخواتى دايما ياريت يقلدوة ... الدنيا حتبقى حلوة قوى لو كلنا قلدناة ....
جدى كان وجهة زى البدر ليلة تمامه ... كان يحب اللون الاخضر دايما ... وكان اكتر لبسه اللون الابيض .....ماكنش يقوم ولا يقعد الا على ذكر الله ... كان يبص للارض اكتر مابيبص للسما.. كان بيفكر كتير ويتكلم قليل ... بس لما كان بيتكلم ...كان كلامه كله حكم ....لما كان يقابل حد ... كان دايما هوه اللى يسبق بالسلام ... عمرة ماغضب لنفسة ولا انتصر ليها ... كان ديما يؤلف بين الناس ويكرمهم ... كان مجلسة مجلس علم ...كان سهل الخلق ... لين الجانب ... ماكنش فظ ولا غليظ ... ولا عياب ولا مزاح ... لو اتكلم تلاقى كل اللى حواليه وكأن على رؤسهم الطير ... كان اعلم الناس ...واشجعهم... واعدلهم .... واعفهم... واصدقهم.... واوفاهم.... والينهم ....واكرمهم ... واجودهم ... من رأه هابه ...ومن عاشرة احبه ...كان يساعد اهل بيتة ويتباسط معهم ...كان يعود المريض ويمشى فى الجنازة .. كان يجالس الفقير ويأكل مع المسكين ... كان يصل رحمه ويقبل المعذرة ...ماكنش يخاف كبير ولا يحقر صغير ...مكنش يرد السيئة بالسيئة .. لكن كان يعفوا ويصفح ... لقد كان اوسع الناس صدرا.... واصدقهم قولا.
كل ده جزء من مليون جزء من صفات واخلاق جدى وحبيبى وقدوتى ومثلى الاعلى ونبيى ورسولى سيدنا محمد ... اللهم صلى وسلم وبارك عليك يا رسول الله
كنت فى محافظة من المحافظات مصر المحروسة .... قولت ازور واحد صاحبى ماشفتهوش من زمان ... صاحبى دة دكتور بيطرى دفعتى ... اتصلت بية قالى عدى علية فى المديرية انا قاعد النهاردة اصل عندى نبطشية ... المهم وصلت لمديرية الطب البيطرى ... وشفت اللى عمرى ما شفتة ... مزبلة ... على فكرة حاولت كتير انى ادور على كلمة تانية اوصف بيها المديرية ... صدقونى مالقتش غير كلمة مزبلة ... زبالة .. دبان ... ناموس.... قش ... حيطان مكسرة ... كراسى من ايام حريق القاهرة ... المهم سألت على مكتب النبطشية ... ورحت استنى صاحبى الدكتور ... اودة اتنين فى تلاتة .. فيها مكتب ايديال من ايام ماكانت شركة ايديال تبع الحكومة ... علية جرايد ... قال يعنى مفرش ... ونص ازازة بيبسى لتر ... مليانة رمل ومرشوق فيها وردتين صناعى ... لونهم راح من التراب اللى عليهم ... ولقيت دفتر احوال وتليفون .... ومروحة سقف ... وورقة مكتوبة على الكمبيوتر وملزوقة على الحيطة ومكتوب فيها ... الرجاء عدم ترك النبطشية حتى فى حالة عطل التليفون ... قعدت ... وشوية جه صاحبى ... احضان وبوس وازيك وسلامات ... قالى : معلش اصلى كنت باشوف اساسى مرتبى كام ... اصل خلاص حيصرفوا لنا الكادر ... كان نفسى اسأله عن الاساسى ... بس بصراحة اتكسفت ... لكن هوة اللى قالى ... قالى : اساسية 173 جنية ... بس المرتب بيوصل ل400 جنية ... ماقدرتش اسكت ... صرخت : يانهار اسود ... خريج كلية من كليات القمة ... وبعد عشرين سنة شغل ... ومرتبك 400جنية ... قالى : مالسة فية الحوافز ... قولت له : ما الحوافز دى مش دايمة ... قالى : لا... احنا بناخد الحوافز كل شهر ... قولت ببله ماغولى :امال اسمها حوافز ازاى ... اذا كانت بتتاخد كل شهر ؟؟!!!
قالى : الحوافز بتبقى على نسبة الحضور ... يعنى لو حضرت 8 ايام تاخد 100%من الحوافز
سألت بسذاجتى المعهودة : هوه فية اوبشن انك ماتجيش الاتنين وعشرين يوم الباقيين فى الشهر ... قالى : دى حكومة يا بنى ... قولت له طاب انت بتعمل اية ؟ قالى : بأجى اقعد 8 ساعات على المكتب دة استقبل البلاغات عن انفلونزا الطيور والخنازير ... وتانى يوم اخد اجازة ... سألت : بتاخد اجازة لية ... قالى : مش نبطشية ... باخد يوم بالبدل ... قولت والبلاغات كتير على كدة ؟!! قالى : والله انا بقالى سنة على كدة ومافيش ولا بلاغ ... قولت : ليه ؟قالى اصل التليفون عطلان ...... قولت : ومابلغتش لية ؟ ... قالى ما أنا قولت لمدير المديرية ... قالى برضة اقعد ... واكتب فى التقرير ان التليفون عطلان ... آخر اليوم اكتب انه لم ترد بلاغات وان التليفون لا يعمل ... واروح ...
هوة مين الغلطان ياجماعة ؟؟؟؟؟ الحكومة ولا الشركة المصرية للاتصالات ... ولا صاحبى اللى راضى بالعيشة السودا دى ... ولا الانفلونزا ولا الخنازير ... ولا مين بالظبط ..
عموما ... انا اول مرة اقولها ... البقية فى حياتكوا ... مصر ماتت يا رجالة
العلام شطارة.. والرزق حظوظ ... والعقول ابخات .... يعنى ممكن تكون خريج هارفارد... بس بختك قليل فى العقل .... وممكن تكون رجل اعمال بتعمل فلوس من الهوا ... بس ملاكش حظ فى العلام .... وممكن تكون عاقل بس رزقك قليل.... مقدمه لابد منها.
الحكومه الذكية... المكونه من الهارفارديين... ورجال الاعمال ... وبس... بعد ما طلعت من حرب السبعة فى المية نمو اقتصادى اللى هرت اهلنا بيها ...اكتشفت ان عندها 100 مليار عجز فى الميزانية ... الحكومة الذكية بقى فى نيتها انها تزود البنزين والسولار40% .... طبعا هيه قصدها تاخد.. من ولاد الجزمة اللى عندهم عربيات ....لكن الناس الطيبين اللى بيروحوا شغلهم مشى ... مش حتيجى جنبهم .... عادى جدا مافيش مشكلة ....
اللى حيحصل ان المواطن اللى كان بيمون ب100 جنية ... حيمون ب 140 جنية ...الاربعين جنية الزيادة دول حيطلعهم على طول.... من اول زبون .... والزبون حيطلعهم من اول زبون ..... وتفضل الحكاية ماشية لغاية الزبون اللى ملوش زبون ... يعنى الموظف .... مش مهم ... المهم نعوض العجز ... وبعدين نبقى نشوف موضوع محدودى الدخل والموظفين دة بعدين ...
و حيحصل اية ؟ طبعا على اساس ان احنا بشر مش ملايكة .... المواطن حيهرب من الضرايب ... والموظف اللى مش حيفتح الدرج على اخرة ... حياخد بحقة انتخة وتزويغ ... فتقوم الحكومة الفطنة ... ماهى الذكية حتكون مشت بقى .... تلاقى عندها عجز 200 مليار ... تعمل اية ... تروح مزودة البنزين تانى ....
مع ان الحل واضح زى الشمس ...كل الحكاية ان الحكومة الذكية او الفطنة او العبيطة ... اى حكومة .... تعمل حاجة بسيطة خالص .... تبطل تتأمز ... وماتسألش باب الخمارة فين.... وتوفر الفلوس اللى حتصرفها فى الخمارة ... وتجيب حاجة تغطى بيها ضهرها.... يعنى فيه 250 مليون تمن ماتشات عبيطة ... ومش عارف كام مليون تمن اعلانات شومان الهبلة .... وكام مليون بتوع اعلانات يسرا بتاعة اقوم صوت ... عليك وعلى عمرك .... وكام مليون منتخبات مابتعرفش تشرفنا ... وكام مليون حفلات الهشك بشك ...... وكام مليون بنزين طيارات الهارفارديين علشان يصطادوا لنا استثمارات اجنبية ....والله دول بس يوفرو مليار فوق الميت مليار العجز.
السيدة فى ضهركوا ... هيه صعبة قوى كدة ...ولا انا من اللى مالوش بخت فى العقول ولا حظ فى الفلوس ...
ولاشاطر فى العلام ...ردوا علييياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
الله يكرمكوا ياجماعة .... انا شايف انكوا شايلين همنا بزيادة اليومين دول ....... يعنى اللى عايز يرشح نفسة .... واللى مش عايز غيرة يترشح ... واللى عايز يعمل ارسين لوبين ... واللى جاى من برة مستغرب ان فية حاجة اسمها فقر .... يعنى من الاخر ... اللى ليه واللى مالوش ناعى همنا .... وبيطالب لنا بعيشة كويسة ... ياعم الباشا ياللى بتدافع عن حقوق الغلابة ... شوف لك سبوبة غير انك تتاجر بينا وبهمومنا ... علشان انت ماتعرفش حاجة عننا ولا عن عيشيتنا ... انت عمرك ما كلت الرغيف ابو شلن ولا تعبت فى مجايبة ... ماتعرفش عن البدنجان غير انه بيتعمل بابا غنوج ... ويتقدم مع اللى اسمة ايه ده الكباب .... ماتعرفش انه بيتقلى ويتحشى توم وساعات يتعمل له تخديعة علشان يبقى مسقعة .... والعيال تتغدى وتتعشى وتهيص ..... ماتعرفش يعنى ايه شعبطة فى الاتوبيس ... ولا يعنى ايه تسطح على القطر علشان توفر تمن التذكرة ... ماتعرفش يعنى ايه تجيب موس لورد وتقسمة اتنين ... علشان يكفى اربع حلقات ... مارحتش مستشفى حكومة .... وسبت نفسك تحت رحمة دكتور امتياز واخد علمة من نايب مابيعرفش يدى حقنة وريد ... ماتعرفش طعم السيجارة الكليوبترا الفرط مع كوباية شاى التموين ...... ماتعرفش مكان سوق الجمعة ولا وقفت مرة على فرش تنقى قميص وبنطلون ....علشان تعيدبيهم .... ماتعرفش يعنى اية جمعية تظبطها على اول تسعة .. علشان تدفع مصاريف ولبس المدارس ...ماتعرفش يعنى ايه ابنك يستنى عاشورا ولا نص شعبان .... علشان يحقق حلمه فى انه ياخد دبوس فرخة ... مابتستناش الفرح علشان تروح انت والعيال و تدوقهم الجاتوه والحاجة الساقعة .... ماشوفتش يعنى اية خرابة بيلعب فيها عيالك بجزمة كوتش دابت من كتر الخياطة ... ماتعرفش يعنى اية تحت الرجلين .... اعرفك انا بقى ... تحت الرجلين يعنى العيال يناموا خلف خلاف على السرير علشان يكفيهم ... ماتعرفش يعنى اية تدور على ضامن يبيع ويشترى فيك .... علشان تجيب تلاجة تمانية قدم باب واحد ... تسقع لك شوية مية وترحمك من النار اللى انت فيها ... ماجربتش تشوف مراتك وهية بتبلع ذل مرات جاركعلشان خدتوا منهم وصله من الدش ببلاش ...
الله يخليك سيبنا فى حالنا ... دى الكرافتة اللى انت لابسها وانت قاعد فى التليفزيون تعيط على حالنا ... توكلنا اسبوع منه يومين لحمه ... والنبى ياشيخ سيبنا فى حالنا ... شوف حاجة تسترزق منها غير عيشتنا ... ياسيدى احنا راضيين بحالنا .... وعندنا امل فى ربنا ... ان يجى اليوم ونعيش زيك ... طبعا مش زيك قوى ... لا .. على قدنا برضة .... يعنى نلاقى سرير تانى للعيال ... وناكل لحمة مرتين فى الاسبوع ... واجيب معجون حلاقة ... بدل الصابون اللى هرى دقنى .... فبلاش تستفزونا اكتر من كدة ... علشان لو سخنتونا اكتر من كدة ... انتوا اول من حيزعل ..........
ساعات كتير بتبقى نيتنا كويسة واحنا بنختار اسم لعيالنا لما بيتولدوا ....ماهو احنا مابنبقاش عارفين ايه اللى مستخبى لنا .... يعنى مثلا واحد يسمى ابنه ذكى ... ويطلع فى الاخر حصاوى ... وواحد يسمى ابنه أمين ... ولما يكبر يبقى حرامى .... ولا يسمى شريف ... ولما الواد يكبر ... يلاقى عنده مشكله ... سببها الهرمونات....
ساعات برضة فية اسامى تحتار فى معناها... يعنى ايه مثلا بهنسى ... ولا سرياقوسى ... ولا الاسامى اللى ليها اكتر من معنى .... زى مدكور مثلا ... ياترى اصلها دكر ... يعنى من الذكورة والنقطة وقعت بفعل الزمن ... ولا اصلها من الذكر ... يعنى الناس بتجيب سيرته ... بالخير طبعا... عموما انا مابحبش الاسامى اللى على وزن مفعول دى ... بتدايقنى مش عارف لية ....
انا ايه اللى خلانى اتكلم فى موضوع الاسامى دة ... انا كنت عايز اتكلم عن حاجة تانية خالص ... كنت حاحكى لكم عن حاجة مش حتصدقوها ... وحتقولوا عليا ان خيالى واسع .... انا عارف انى مهما حلفتلكوا مش حتصدقونى ... بس حاحكى لكوا ... شفت راجل ... راجل راجل يعنى ... بس بيقلد الستات ... اه والله .... لابس محزق علشان يبين نعم ربنا عليه ... ولما بيتكلم.... بيتكلم بالعين والحاجب ... ويتدلع وهوه بيحرك ايدية ... اه والمصحف كدة .... دا غير انه بيعرف فى انواع مساحيق الغسيل ... ويقولك على المسحوق اللى يخلى الغسيل يشف ويرف ... مش مصدقين.. انا عارف ؟!! ......طاب وربنا المعبود بيعرف فى الصابون السايل ... ايوه ويعرفة من اول نقطة كمان .... طاب حأقولكوا على حاجة فعلا مش حتصدقوها ... بيطبخ ... وبيزوق التورته ..هه .... حقولكوا حاجة كمان ... بس ده سمع.... انا ماشوفتش ... اه علشان محدش يقول انى انا اللى بأسيح اه ........ بيصطاد فى الميه العكرة ...هه...... ايوة ... مابيصدق يعرف ان واحد صاحبة مراته سافرت الا وجرى يروح له ... انا بكرر اهوه انا سمعت ماشوفتش .... بيروح يطبخ له ويروق له الشقة ويغسل الهدوم .... لما صحابه مبقوش طايقيين مراتتهم ... ووقعوا فى بعض بسببه ...
بصراحة ... لو انا صاحب وكالة اعلان ... مش حاسيبة ... اخليه يعمل اعلانات منتجات العناية الشخصية ... اه والله ... دى الشركة اللى حيعمل اعلانتها .... مبيعتها حتطير فى السما .... ...... ..... ومن غير اجنحه.
وقف عبد الناصر فاروق الدسوقى ... قدام المراية فى الحمام يحلق دقنة ... وصوت اغنية فريد الاطرش ... حكاية غرامى .. واصل له من شباك الحمام ... استغرب وقال هوه لسه فيه حد بيسمع فريد الاطرش دلوقت ؟! سرح وهوه بيبص على نفسه فى المرايه .... يآه ... انا بقالى كتير ماشوفتش نفسى فى المرايه ... انا اتغيرت كده ليه ... شعرى خف قوى ... وكمان ابيض ... وجنب عينى كرمش كدا ليه .. هيه دى مخالب النسر اللى بيقولوا عليها ولا ايه ... الله ... دا باين عليه انى عجزت بجد؟ !... غريبة دى .... امال انا مش حاسس ليه ؟!!!! ....انا فاكر انى كنت لسه فى الكليه اول امبارح .... ايوة لسه فاكر أول مرة شفت فيها تهانى ... وهيه داخله الكليه .... اول ما عينى شافتها قلبى كان حيقف من الدق ... يااااااه .... تهانىوحشانى قوى ... نفسى اشوفها ولو من بعيد .... الغريبة انى عمرى ما كلمتها ... كنت بابصلها بس .... عينى ماكانتش بتنزل من عليها .... كان نفسى اقول لها انى بحبها ... قعدت سنتين نفسى اقولها انى بحبها ... بس ما قدرتش .... كنت ساعات باحس ان عنيها بتقولى انطق ماتخافش ... بس برضة مانطقتش ... مش علشان خايف ... لأ ... علشان ماكنش ينفع انى اتجوزها .... واتجوزها ازاى ؟!!! .... انا كنت حافى على خمس اخوات عريانين .... وابويا كان موظف ... دا كويس ان الراجل قدر يدخلنا الجامعة ... اقوم اروح اقوله انا بحب وعايز اتجوز ... دا كان راح فيها ... بس انا برضه غلطان ... كان حيجرى اية يعنى لو كنت قولت لها انى بحبها ... كان حيحصل ايه يعنى ... ما أنا اشتغلت بعد ما أتخرجت على طول ... يعنى كان ممكن نتجوز ... كان زمانى متجوز اللى بحبها ...ياااه ... وكان عيالنا زمنهم فى الكلية زى ابنى صدام ... غبى ... طول عمرى غبى .... ايه ده...... الا ممكن ابنى صدام يكون بيحب ؟! .... اه .. وليه لأ ... ما أنا كنت بحب وانا فى سنه ... يانهار اسود ... لايكون الواد كاتم فى قلبه وبيقول منين ؟ ...دا ابويا موظف ... وطبعا هوه متأكد انه مش حيلاقى شغل بعد مايتخرج .... لأ لأ ... ابنى مايتكسرش قلبه ابدا ... انشالله اشتغل فى الفاعل ... مش حأسمح انه يكرر اللى حصل لى .... خرج عبد الناصر من الحمام ....لقى صدام فى وشهبيقول له صباح الخير يا بابا ... بص عبد الناصر فى الارض وقاله صباح الخير يا بنى .... ودخل اودته علشان يلبس ... دماغ عبد الناصر بقت بتلف وتدور ...طاب اعرف ازاى ... ؟اسأله ؟ ... طاب لو سألته ... حيقولى ولا حيتكسف ... ويتكسف ليه ... دا انا ابوة ... محدش حيحب له الخير قدى ... راح عبد الناصر علشان ياخد المفاتيح والمحفظة من على السفرة ... وهوه سرحان ... ازاى يفاتح صدام ... لأ انا مش حاسمح ان ابنى قلبه يتكسر ... لأ والف لأ ... وفجأة رن موبيل صدام ... مسك عبد الناصر الموبيل ... ونادى على صدام ... الموبيل ياصدام .... عبد الناصر لفت نظرة الاسم اللى على الشاشة ... الموزة ... استغرب وقال: انا اعرف ان ليه صاحب اسمه بلحة ... ايه هوة مصاحب فكهانيه ولا اية .... جه صدام خد الموبيل من ابوه ... عبد الناصر سأله : انت ليك صاحب اسمه موزة ... ضحك صدام وقال : يابابا الموزة بتشديد الزال ... يعنى البت بتاعتى .... وجرى صدام على اودته ... عبد الناصر شد كرسى وقعدوحط ايدة على دماغة ...جات المدام تهزة وتقول له : ايه مش نازل ولا ايه ... ماتنساش وانت جاى تجيب برسيل اتوماتيك وجيب كمان ازازة كلورحاكمالبرسيل لواحدة ماعدتش يقدرينضف الوساخة
كان عندى مشكلة كدة والحمد لله ربنا نجانى منها على خير ....طبعا انتوا عارفين البنى ادم ...اذاما مابتلاة ربه فكرمة ونعمة يقول ربى اكرمن ... ويفترى بقى ... بس والله وعد مش حافترى تانى ... المهم عزمتنى على سينما قولتدلع نفسك ياواد ... ودخلت فيلم عسل اسود ... بامانه فيلم بأرشحة لكل اسرة ولكل شاب وفتاة ولكل راجل وست ولكل مصرى من الاخر ... الفيلم احداثة فى رمضان ... بس مش زباله زى كابتن بومة و الوان السما السبعة ... حاجة كدة محترمة ....ربنا يثبتك يا احمد ياحلمى وتقدر تفضل على كدة ....
حا أحكى لكوا مشهد من الفيلم : ولد عندة ست سنين ...سأل احمد حلمى اللى جاى من امريكا وقال له : هية مش امريكا نزلت على القمر وحطت العلم بتاعها علية .... احمد حلمى رد وقاله ايوة ... الولد سأل تانى : طاب العلم كان بيرفرف ليه مع ان فى المدرسة علمونا انالقمر معليهوش هوا!!!!!!!!!!!!!!!!!!... احمد حلمى تنح ... وانا تنحت .... وعلى ما اعتقد ان انتوا كمان تنحتوا ....
انا بقى اللى بأسال :... امتى حنبطل نشتغل نفسنا ونعرف قيمتنا ؟امتى حنبطل نقلد تقليد اعمى ؟ امتى حنبطل انبهار بالبهار اللى بيقدموه لنا؟ امتى حنعرف ان عمر امريكا ما حتخاف على مصلحتنا ؟
فية شوية حاجات غريبة بتحصل فى مصر اليومين دول .... مش عارف حتوصلنا لفين ولا حتنتهى بينا على اية ...
انا شايف خير اللهم اجعله خير .... ان كل شله فى البلد دى عايزة تعمل قانون على مزاجها .... مش علشان يحميها من اى حد يتعرض لها لا سمح الله ... لا طبعا ...دول عايزين قانون يحميهم ويديهم الامان علشان يعملوا اللى هما عايزينة ويتعرضوا لخلق الله براحتهم ....
عم الصحفى عايز قانون مايحبسهوش .. لما يخوض فى اعراض الناس وذمتهم المالية بدون دليل ولا سند ... عايز قانون يحمية لو عاز يشتم رأس الدول و رمزها ويقل ادبة...
عم المحامى عايز قانون يحمية لما يضرب وكيل النيابة ولا القاضى علشان كلامة مش عاجبة .... عايز قانون يديله الحق انه يفتح القفص وياخد المتهم يروحة ... علشان الحكم مش عاجبة...
عم العامل .... مش عايز يشتغل وعايز الحوافز تزيد ... وعايز قانون يحمية ويخلية ياخد حوافز وهوة قاعد فى البيت
عمنا الكبير بقى اللى طلع على المعاش ... وحب يتفسح ويعوض اللى فاته .... وقرر انه يزور معالم مصر السياحية ... ويزور الجوامع والكنايس ... ويشرب الشاى اللى معمول على الراكية .... فلما الناس اتلمت حوالية زى مابتتلم على اى سايح ... طلب ان الدستور يتغير ... والشوارع تترش ... والبلد تنضف ... وساعتها حيتنازل ويتكرم ويحكمنا
حتى كلام ربنا واوامرة ماعادتش عجبانه ... لا مسلمين ولا مسيحيين .... المسلمين عايزين قانون يمنع الجواز التانى ... والمسيحيين عايزين قانون يسمح بالجواز التانى
هوه فية اية ... عبط دة ولا استهبال ... جرى اية ياحكومة .... ماتنشفى شوية.... ماتسترجلى واشربى بريل .... ولمى العالم دى .... انتوا ياللى فوق ... امسكوا ايد اللى تحت ... الا لوخرموا السفينة كلنا حنغرق .... الا لما نغرق حتحسب شهادة ولا لسه فيها كلام ....
تجربة ليالى مصرية .... اثبتت حاجات كتيير حلوه .... اثبتت ان فية شباب زى الورد يقدر يشتغل بروح الفريق ...يقدر يحط ايدة فى ايد بعض .... يقدر مايبقاش انانى .... ويقدر يعمل حاجة حلوه
اثبتت ليالى مصرية ان لسه جوانا قيم حلوة زى الوفاء لرموزنا ومفكرينا اللى بجد .
اثبتت ان احنا ممكن نبقى احسن واقوى واعلى ... لو حبينا ...لو قررنا ... لو عوزنا .... كل الحكاية ان احنا نلاقى هدف نمشى وراه.
اثبتت ان احنا مانقلش عن حد ولانفرق عن حد لا فى عقل ولا فكر ولا طاقة .
وحتثبت كمان اهم حاجة .... حتثبت ان احنا نقدر نتداول السلطة .... ونقدر نكمل ورا بعض ...وحتثبت كمان ان فية طرق كتييييير لتداول السلطة غير القضاء والقدر ....وعلية ... قررت مايلى :
قرار جمهورى الاول والاخير :
بسم الله ... باسم مصر.... باسم المدونين ...
قررت انا حنعيش يعنى حنعيش ... صاحب فكرة ليالى مصرية ومؤسسها ... اننى اتنحى عن قيادة الليالى ....ابتداء من نهاية الليلة العاشرة... وان اسلم قيادة الليالى الى الرئيس الجديد ... ندى الياسمين .... على ان تبدأ ندى الياسمين ....مباشرة مهام الرئاسةابتداء من الليلة الحادية عشر ...و يتم ارسال الليالى على الايميل الخاص بها لعرض الليالى على مدونتها ....
وان كان لى حق الاقتراح بعد التنحى .... فاننى ارشح خواطر شابة..... لرئاسة الليالى ابتداء من الليلة الواحد والعشرون ... ثم يتم بعد ذلك اختيار الرئيس عن طريق الانتخاب وليس عن طريق التعيين ....
اخر حاجة بقىاستغل فيها سلطاتى قبل التنحى و قبل ما الم عزالى واروح اقعد فى المنتجع اللى جيبتة من السبوبة اللى طلعت بيها من فترة الرئاسة .... الحاجة دى انى ازود تقليد مهم وهوة
ان كل عشر حلقات .... حنعمل استفتاء لاختيار احسن ليلة ونعمل شهادة تقدير تتحط على مدونة الرئيس .... وانا عن نفسى حارشح الليلة العاشرة بقلم ابو ريانوانتوا فى التعليقات رشحوا اللى انتو عايزينة ونشوف مين اللى حيكسب .
والله كل شىء ممكن ... كل شىء ينفع .... بس نخلص النية ونحب بعض زى مابنحب نفسنا .... والاهم نحب مصرنا ......
صاحت ميار بدهشة عارمة وهي ترى أخاها أحمد واقفا أمامها يضع وزرة بيضاء ويحمل بها كؤوس الشاي.. ويضع منديلا فوق كتفه.....زاغت عيناه وهو يراها ولم ينبس ببنت شفة......أحست بالأرض تدور تحت قدميها وشاحت ببصرها عنه فهي لم تستطع تحمل هذا المنظر وتشتت تفكيرها ومدت يدها ببطء لتضعها علىالحائط كأنها تستنجد به وقد خارت قواها .. ....لم تدري كم بقيت مسمرة هكذا لكنهاأفاقت على صوت سلمى تناديها:
-ميار.. ما بالك لا تجاوبين؟
إلتفتت لها بنظرة خاوية وذهن شارد وثلعثمت في الكلام
-نعم..ما..سلمى ماذا هناك..؟
-صباح الخير تأتي أولا
-آه.. صباح النور..كيف حالك..؟
انتبهت سلمى إلى إرتباك ميار وتساءلت..كيفتسألها عن حالها وهي التي لا تتكلم معها سوى للضرورة وبكل عجرفة
-بخير .. جئت أبحث عنك فقد نسيت إحضار مفاتيح المكتب
-اه حسنا ..ومدت يدها داخل حقيبتها لتمد لها المفاتيح..
كل هذا وأحمد لم يحرك ساكنا ووجهه مطأطأ إلى الأرض فقد كانت هذه ضربة موجعة له بالنظر لتاريخه الطويل مع ميار والمليء بالصراعات وحب السيطرة
-أنت جديد هنا.. أليس كذالك.. أين عم حنفي؟
تحشرج الصوت في حلقهولم يستطع النطق فأشار بيده إل الغرفة الداخلية...فتابعت:
على العموم أن أريد قهوة بالحليب أحضرها لي إلى الطابق العلوي ..قل لعم حنفي أن يدلك على مكتب الأستاذ ياسر..
خيل لسلمى أن الاثنين قد تبادلا نظرة غريبة لبرهة قبل أن يشيحا بوجههما.. لكن ميار داهمتها بأن أخدت المفاتيح من يديها وخرجت مسرعة قائلة سأسبقك إلى فوق.. وفي نفس الوقت تحرك أحمد موليا ظهره لها فنقلت بصرها بينهمابنظرة ملؤها التساؤل
*****
جلست ميار في مكتبها عاقدة يديها أمامها كأنها تضم نفسها لتواسيها كي تواجه هذا الحدث المفاجئ وشردت في أفكارها.. تذكرت الحلم الذي راودها والذي رأت فيه أباها فراشا في الشركة .. لم تكن تتوقع أبدا أن يتحقق ذلك الكابوس أمامها بهذا الشكل..
وتذكرت قول أبيها : خدي بالك من نفسك يا ابنتي...
ياترى أي مصيبة أكبر من هذه يمكن أن أتوقع.. وخفق قلبها بقوة.. لعل أول مصيبة هي أن يدخل علي هنا حاملا كأس القهوة لهذه الضفدعة سلمى..
سمعت صوتا عند الباب وسقط قلبها عند قدميها ورفعت عينيها لترى ياسر يدلف إلى المكتب وما إن رآها حتى قال: صباح الخير يا ضوء القمر..
التفتت إلى أوراقها في ضيق وغمغمت.. أهلا.
-أتعلمين أن اسم ميار يعني ضوء القمر..
لم تجاوبه فانتابه الغضب واستطرد مغيرا الموضوع: أين سلمى ألم تحضر بعد؟
جاوبته في اقتضاب: بالأسفل..
-أذهبت إلى المقصف؟
كانت ميار لا تزال منزعجة فثارت في وجهه بعصبية وقالت :لا أعلم يا ياسر لا تخنقني أنا لست الناطقة الرسمية باسمها..
فاجأه هذا الرد وأشعل في قلبه جحيما من الغضب وهو يرى أنها تحاول أن تضعه في نفس موقف أخيه خالد حيث أضحت تعامله بمنتهى الجفاء وتتلاعب به بمجرد أن رأت أنه وقع في شباك حبها.... وفكر في قرارة نفسه { صحيح ذيل الكلب لا يعدل أبدا }
********
ولجت سلمى إلى الردهة المؤدية إلى المكتب لترى ياسر يغادره فنادته.. ياسر.. أستاذ ياسر..
لتفاجأ به يقول لها دون أن يلتفت إليها : أنا ذاهب إلى الأستاذ شعبان..
أغضبها تجاهله لها وندمت لمناداته بعد أن كانت قد قررت ألا تعيره أي اهتمام وألقت اللوم على ميار.. سوف تظل تنفث سمها في المكتب حتى تجعله جحيما لا يطاق....
دخلت وجلست دون أن تكلم ميار التي فتحت بدورها درج مكتبها متظاهرة بأنها تبحث عن شيء ما.. لكنها كانت تداري ضيقها وندمها الشديد على ردها البارد على ياسر فهي رغم حبها القديم لحازم اصبحت متعلقة بياسر بشكل غريب وأضحت أحاسيسها تختلط عليها في شأنهما...
سمعت صوت خطوات في الردهة وصوت الكؤوس فتخيلت منظر أحمد حاملا صينية القهوة لسلمى وكانت كل خطوة كمدفع يرج في أدنيها حتى كادت تصاب بالإغماء ورأت الصينية ...
عم حنفي.. قالت سلمى: أرجوا أنك لم تنس السكر مرة أخرى..
أجابها عم حنفي مبتسما: لا لا حتما لم أنساه..
أحست ميار بدوار شديد من هول الإحساس فقامت وحملت حقيبتها لتغادر مسرعة قائلة لسلمى: لن أحضر غدا وبعد غد فأنا أحس بتوعك...
تابعتها سلمى بدهشة قبل أن تلتفت لعم حنفي قائلة : كنت أرجو أن تحضر أنت القهوة يا عم حنفي.. جئت في وقتك..
********
أهلا عم ياسر.. خطوة عزيزة.. لم تعد تزورنا إلا لماما
قهقه أستاذ شعبان وهو يرحب بياسر الذي دخل إلى مكتبه قائلا : بل أنت الذي أصبحت كالعملة النادرة.. كيف حالك؟
-بخير والحمد لله
-أنا أريد أحدثك في موضوع مهم..
أثار كلامه اهتمام الأستاذ شعبان فمال بكرسيه إلى الأمام وأشار إليه ليجلس : ما الأمر؟ كلي آذان صاغية
-أريد أن أكلمك في موضوع خارج نطاق العمل فنحن أصدقاء منذ الطفولة..
أومأ شعبان برأسه فاستطرد قائلا:
-إنه موضوع يتعلق بالإرتباط.. ولقد فكرت مليا في هذا الموضوع فأنا أومن بأن الفرص تأتي مرة واحدة فقط وإذا كان المرء واثقا من إحساسه تجاه شخص معين فيجب أن لا يتوانى عن القيام بالخطوة التي تضمن سعادته.. لذلك..
قاطعه صوت طرقات شخص واقف بالباب يقول وهو يجول بنظره في المكتب : مرحبا أهذا مكتب الأستاذ ياسر ؟
فوجئ ياسر بهذا الشخص يسأل عنه فأجاب: نعم أنا الأستاذ ياسر أي خدمة؟
-في الحقيقة أنا أبحث عن مكتبك لأنني سألت عن شخص ما وقالوا لي إنه يعمل في مكتب الأستاذ ياسر..
أثار كلامهاهتمام ياسر فقال : عن من تسأل بالضبط؟
-عن الآنسة ميار..
تنبهت كل حواس ياسر لكنه تظاهر بعدم الاهتمام وقال له: حسنا سأدلك على المكتب.. والتفت إلى الأستاذ شعبان قائلا: سوف أعود فيما بعد لنتم حديثنا وأنا واثق أنه سيثير اهتمامك..
خرجا من المكتب والفضول يكاد يقتل ياسر فقال : تفضل يا أستاذ......؟
-حازم.. حازم محي الدين.
رن هذا الإسمفي أذني ياسر فقد كان قد سمعه مرات عديدة ضمن عدة أسماء تذكرها ميار عن الجامعة وخرجاتها وحفلاتها ورحلاتها ... حتى أن هذا الإسم جاء بصورة مكررة جعلته يميل أحيانا إلى تغيير الحديث آنذاك
-هوذا المكتب..
وأطل من الباب مناديا... آنسة ميار..
فجاءه صوت سلمى تقول: لقد غادرت وقالت إنها لن تتمكن من الحضور غدا وبعد غد..
أدار وجهه صوب حازم قائلا: يبدو أنها غادرت.. أيمكنني أن أقدم لك أي خدمة ؟
تردد حازم قليلا ثم قال: في الواقع لقد أعطتني آنسة ميار عنوان بيتها لكنني وبما أنني لم أدونه حينها اختلط علي ولم أعد أتذكره بالضبط ..
صمت ياسر لبرهة كأنه يحثه على الكلام ثم استدرك قائلا: عنوانها حتما عند شؤون الموظفين... أرجوا أن يكون الداعي خيرا فنحن هنا أسرة واحدة... وأشار إلى السلملن أكون فظا قليل الذوق وسأدعوك لشرب فنجان قهوة.. وغمغم في نفسه : أرجوا فعلا أن يكون الداعي مناسبا..
********
أهلا أحمد باشا.. أين البدلة الرسمية؟
ضحكت منال ضحكة طفولية وهي ترى أحمد عند مغادرتها الصيدلية ثم ما لبثت أن قطبت حاجبيها عندما رأته مكفهرا على غير عادته وقالت : ماذا هناك يا سي أحمد فأجاب دون مقدمات: لن أعمل مع والدك وهذا قرار نهائي ..
فوجئت بكلامه هذا لكنها استردت رباطة جأشها وهي تتذكر قول أمها : يجب الضغط عليه ليجد عملا ويلتزم به وإلا لن يلتزم بأي شيء في حياته فقالت في حنق: إذا فكل منا في طريقه.. وهذا قرار نهائي..
حدجها بنظرة نارية ودار على عقبيه تاركا إياها دون أن ينطق بكلمة..كانت تلك أقصر محادثة بينهما لكن أثرها كان بالغا.. ظل يمشي هائما حنقا.. لم يتوقع أن تواجهه بهذه القوة والقسوة.. بل لم يتوقع أن يأثر فيه كلامها بهذا الشكل.. يبدو أن إحساسه بها أعمق بكثير مما كان يتصور.. قادته خطواته إلى المقهى البلدي.. جال ببصره داخله قبل أن يصيح : سمعه.. سمعه..
وأتاه صوت سمعة قائلا: حموته فينك يابني قلبت الدنيا عليك.. الليلة ستكون بيضاء ومنورة.. نظر إليه أحمد في شرود.. وقال: كنت أبحث عنك فأنا اليوم أريد حقا أن أغييييييب..
*****
دخلت ميار المنزل ووجدت أباها جالسا أمام التلفاز فالتفت وناداها: ميار تعالي يا ابنتي ناوليني منديل نظاراتي.. حسبي الله ونعم الوكيل
أجابته بسرعة : مالخطب يا أبي مابالك منزعج هكذا
رد في أسى: نشرة أخبار اليوم تثير الإكتئاب.. فبينما كنت أتابع تهديدات الصهاينة للسفن التي تعتزم نقل المساعدات لأهل غزة المحاصرين حتى فوجئت بخبر وفاة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة.. غمغمت بحزن شديد : رحمه الله إنا لله وإنا إليه راجعون خسارة والله خسارة كبيرة ..ناولته المنديل ودخلت حجرتها.. كان هذا الخبر بمثابة القطرة التي أفاضت دموعها فتوترها الشديد طيلة الصباح نال منها فأجهشت بالبكاء.. سمعت صوت الباب يفتح ودخلت دعاء وما إن رأتها تبكي حتى اغرورقت عيناها وجرت لتحضنها..لقد سمعت إذن الخبر.. رحمه الله.
ودوى في أذنها صوت أمها من جديد... (خدي بالك من نفسك يا ابنتي)
******
أين أحمد لم يحضر منذ البارحة..صاح فهمي أفندي.. هذا الولد سيجنني.. قاطعته زينب: لا تنفعل.. لقد أخبرني أنه سيقضي الليلة عند صديقه طارق ليساعده في طلاء غرفته.. صاح مستهزئا : هذا هو عمله الجديد إذن...
تركته يرغي ويزبد ووضعت كأس الشاي على المنضدة وهي تتمتم..: أينك يا ابني قلبي مشغول عليك..
رن جرس الباب فتوجه فهمي أفندي ليفتحه.. فإذا بأربعة شبان يقفون عند الباب..
عذرا يا عمي.. نحن نعمل مع الآنسة ميار في الشركة وجئنا نطمئن عليها اثر مغادرتها العمل بالأمس فجأة..
رغم مفاجأته قال: طيب يا ابني تفضلوا.. وأدخلهم للصالون..كيف حالها اليوم يا عمي..؟أجاب مستغربا فهو لم يعلم بأي أمر غير عادي عنها : في أفضل حال.. وخرج ليبلغ زينب أن تعد الشاي وتعلم ميار بحضور ضيوف من أجلها..
********
اقتربت ميار من الصالون والتساؤل يكتنفها عن هوية الزائرين.. وسمعت صوتا مألوفا عبر الباب يقول: في الحقيقة يا عمي نحن نتأسف للقدوم دون سابق ميعاد لكن ارتأينا أن نستغل فرصة رؤيتك لنطرح عليك موضوعا مهما.. أطلت من الباب لتفاجأ بياسر جالسا بجانب أبيها وخيل لها كأنه التفت إليها قبل أن يستطرد قائلا:أقدم لك الأستاذ حازم محي الدين رجل الأعمال والذي سألته شرف أن أنوب عنه في طلب يد ابنتك المصون ... دعاء...وأحست ميار بيد باردة تعتصر قلبها فهي لمتستوعب بعد تواجد ياسر وحازم معا حتى فجر في وجهها هذه القنبلة ..
حازم.. دعاء.. ياسر كيف ؟ لماذا؟ متى ؟ مئات الأسئلة خالجت ميار فوقفت مشدوهة وفغرت فاها في ذهول تام.. حتى أن الجميع لم يلحظها باستثناء ياسر الذي رفع رأسه ورأى حالتها بطرف عينيه ففطن أنها لم تستسغ الخبر بتاتا فاستطرد بسرعة قائلا: كما أنني أتشرف بطلب يد ابنتك الكبرى ميار... قاطعه صوت جرس الباب فصمت لبرهة قبل أن يستدرك: لصديقي وزميلي الأستاذ شعبان..
دارت الغرفة بميار وسمعت صوت أمها تناديها و كأنه صادر من بئر سحيق: ميار..أينك يا ابنتي؟ لقد جاءك ضيوف ..
ووسط الذهول والصدمة رأت ياسر يرفع وجهه إليها بابتسامة ماكرة قائلا: آه آنسة ميار كيف حالك..؟ كنا نتحدث توا عنك.. ومد يديه.. أقدم لكالسيد خالد أخي... لاحظ الفزع ووقع الصدمة عليها لرؤيته فاستطرد قائلا: هو كذلك يرجو أن تكونين اليوم أفضل من الأمس..
أدارت عينيها في الغرفة بين الوجوه والوجوم والذهول يكتنفانها ويجعلانها كمن أفاق من غيبوبة واغرورقت عيناها بالدموع والضيق يعتصر قلبها الذي يكاد ينفجر..لاحظ فهمي افندي أن ابنته ليست على مايرام فقال مقاطعا:
ميار.. أمك تناديك يا ابنتي لديك ضيوف بالخارج...
لم تنبس ببنت شفة ودارت على عقبيها لتغادر الصالون مسرعة وتفاجأ بأمها رفقة بعض النساء
-ميار كيف أصبحت يا حبيبتي..
لم ترفع رأسها من فرط الدهشة.. فقد كان الصوتلآخر شخص تتوقعه.. سلمى..
-لقد جئت رفقة بعض أحبابك من الزميلات نطمئن عليك.. وبالمناسبة نتعرف أكثر على العائلة الكريمة...
أجابتها زينب: خطوة عزيزةيا ابنتي ..تفضلن.. ثم قطعت كلامها بغتة وهي تشهق بقوة..
ورفعت ميار عينيها....
ورأت أمها تضرب صدرها بيدها وهي تنقل بصرها نحو الباب لترى محمد يسند أحمد على كتفه..وتقول بجزع: أحمد إبني ماذا هناك..
عندها مالت سلمى على ميار بطريقة شبه مسرحية لتهمس في أذنها: أرأيت كلنا نهتم بصحتك حتى أحمد فهمي جاء ليطمئن على ميار هانم..
ثم رفعت رأسها لتنظر مباشرة في عينيها وتقول بسخرية لاذعة : فراش الشركة......
والى اللقاء فى الليله الحادية عشر يقلم : حنعيش يعنى حنعيش