الجمعة، 4 يونيو 2010

ليالى مصرية 7

ليالى مصرية

الليلة السابعة

بقلم : نجمة فى السماء

وكعادة الرياح تاتى بما لا تشتهى السفن ..... فى نفس ذات اليوم الذى قرر فيه ياسر ان يعترف لميار بحبه يكون على اتفاق مع اخيه الذى اضطر لقطع رحلته ليكون بجانب والدته فى مرضها ولذلك بعد انتهاء العمل وقف ياسر ينتظر ان يمر عليه اخيه بسيارته ليذهبا للمشفى سويا ....... واثناء انتظاره تكرر امامه المشهد المعتاد بالنسبة لميار واستاذ شعبان والذى لم يكن معتادا عليه ياسر الا ان صدمته لما تكون فى شىء يخص المشهد ...... فلقد افاق ياسر بعد انتهاء المشهد ليجد اخيه قد وصل دون ان يشعر به و نزل ايضا من السيارة ليرى ما حل به حتى لا يسمع ندائه له وتنبه السيارة لاكثر من خمس دقائق...... لتكون صدمته هو والتى انتقلت لياسر حين راى ميار وهى تتحدث مع استاذ شعبان والذى كان لاول مرة لا يحدثها من سيارته فقد كان واقفا بدرجة قريبة منها توحى بانهم ربما على علاقة رسمية مما ذكره بما مضى وبالذى كان سبب لسفره حتى يمكنه ان ينسى حبه الاول وعشقه الاخير والذى مثل له اكبر صدمه فى حياته حينما عرف طريقة ميار واسلوبها فى التلاعب بمن حوالها لمجرد الحصول على ما تريد وانها شخصية لا يعرف الطريق اليها شىء سوى طموحاتها واحلامها اما الحب و مشاعر الاخرين بصفة عامة لا تمثل لها ادنى اهتمام ولاتعد اكثر من وسيلة تستخدمها لتحقيق طموحاتها وايضا تدمير من حولها حتى وان لم تكن تريد ذلك لكنها تكون النتيجة كذلك على اية حال ...... مما جعل الدموع تتجمع فى عينه دون اراته ولكنها ارادة عينيه التى بكت رغما عنه سنوات الجامعة وذكريات ايام ظنها الاجمل على الاطلاق قبل ان يكتشف انها الاسؤا ايضا على الاطلاق لانه برغم ما حدث لم يستطع نسيانها او تجاهلها وكانها شخص مر بجانبه اثناء عبور الطريق ذات يوم دون ان يتمكن حتى من رؤيته ...... مما دفع ياسر للتساؤل عن سبب التغير المفاجىء فاشار له حيث تقف ميار تنتظر الاتوبيس بعدما رفضت عرض الاستاذ شعبان كعادته ليوصلها الى المنزل لكنها لم تراهم طوال فترة انتظارها لحسن حظها وربما لسوء حظها ...... لكن ياسر لم يفهم او على الاقل لم يرد ان يفهم فساله الام يشير بالتحديد فقال له : " الى ميار .... هذه الفتاة الواقفة هناك " وحكى له حكايته معاها وربما معاناته بسببها ....... وطوال حديثه لم ينطق ياسر بكلمة واحدة او حتى حاول ان يساله عن شىء فقد سال اخيه وفى نفس الوقت اجاب عن اسئلته هو نفسه التى يمكن ان تخطر على بال شخص بما فيها لماذا تفعل ذلك وطبيعة شخصيتها وحياتها واهلها واساليبها وطرقها ...... وحتى لا يزيد ياسر من معاناته لم يخبره انه ايضا كان يحبها بعدما تحولت مشاعره لها لمشاعر كره ورغبة فى الانتقام لاخيه احب الناس اليه والتى كانت السبب فى بعده عنه ...... و كل ذلك دار بينهم وهما واقفان فى نفس المكان وينظران ايضا لميار حتى اتى الاتوبيس وحملها الى المنزل وركب كل منهم السيارة متجهين الى المشفى لرؤية والدتهم المريضة ...... وطوال الطريق لم يتكلم احدهم لكن عقولهم تكلمت وقالت الكثير وقررت ايضا ما هو اكتر من مجرد كلمات ستمضى وينطوى عليها الزمن ...... وفى منتصف الطريق طلب ياسر من اخيه ان ينتظر ليشترى ورد لوالدته ...... واثناء انتظاره لتجهيز طلبه صادف بجانبه محل لبيع الساعات فدخل ليشترى واحدة لكن الغريب لم يكن فى دخوله للمحل وانما كان فى شرائة لساعة حريمى والاغرب طلبه تغليفها بشكل مميز لكن اخيه لم يشأ ان يساله عنها ربما لانه يعرف ياسر بطبيعته لا يميل الى الحديث عن خصوصياته وربما لان حالته النفسية كانت سيئة للغاية بعد رؤيته لميار لكنه على اية حال لم يساله وايضا ياسر لم يخبره....... واكملا طريقهم للمشفى حيث قضوا اليوم باكلمه مع والدتهم .......و رحلوا فى المساء للمنزل ليرتاحوا قليلا على ان يعود اليها اخيه فى الصباح وهو بعد انتهائه من العمل .
وفى بداية اليوم التالى تعمد ياسر الحضور مبكرا حتى يلحق بميار قبل اى احد بعدما قرر ان يعاملها بنفس اسلوبها ويلعب بها وعليها انتقاما لاخيه وحتى يعطيها درس عملى بان مشاعر الاخرين لم تكن ولن تكون فى يوم ابدا لعبة فى يد احد لانها اسمى من ان تكون وسيلة لهو بالنسبة لنا ....... وعند قدومها ابتسم لها بكل هدوء وقال لها انه مازال يشعر ببعض الاسى والحزن والالم ايضا لموقفه معها ومعاملته القاسية لها اول امس فى مكتب الاستاذ شعبان لانه كان متعب بشدة واعصابه متعبة اكثر لتعب والدته خاصة وانها ربما تنتهى حياتها عن قريب لاصابتها بسرطان الدم كما اظرت التحاليل وانه لم يكفيه اعتذاره لها بالامس فقدم لها الساعة كاعتذار رسمى وتعبيرا عن اسفه الشديد بحقها ....... فابتسمت له ولكن هذه المرة لم تكن ابتسامتها نوع من الابتسامات التى تهديها لمن يقدم لها شىء او يرفعها درجة حتى يعطيها المزيد لكنها كانت المرة الاولى التى تبتسم فيها هذه الابتسامه لانها كانت من قلبها بحق وبصدق فقد اكد لها موقف ياسر انها تمتلكه وتمتلك كل تفكيره فبرغم مرض والدته الذى يشغل كل تفكيره كان ايضا يشغل باله موقف ميار منه وايضا فى الوقت ذاته اسلوب ياسر المتقن فى اظهار الحب والحنان لها والاحتواء لمشاعرها كان له دوره فى جعل ميار تتعلق به وتبدا التفكير فيه لاول مرة بطريقة تختلف عن طريقتها المعتادة وهى كيفية استغلاله وتحقيق ما تريد من خلاله ....... ولقد كان لمواقف ياسر معها الدور الاكبر فى تغير ميار معاملتها لاستاذ شعبان بالتحديد لانها شعرت بالخوف من ان تاثر علاقتها باستاذ شعبان بعلاقتها بياسر والذى كان اكثر وضوحا فى رفضها المهذب على غير العادة دون التحجج بوالدها حين اراد منها استاذ شعبان ان يوصلها ولكنها ايضا لم تشا ان تخسره ...... وانتهى يومها كعادة كل ايامها الا من بعض الاحداث والمشاعر والافكار التى بدات تتسرب اليها فهى مهما كانت انثى و للكلمات والمشاعر واولهم الحنان الذى كانت تفتده طول حياتها سلطان عليها يستطيع ان يأسر من يرد مثلما فعل معها .
ومرت الايام وتركت اثر فى كل من يحيا فيها فسلمى لم تعد تهتم بياسر لان كرامتها رفضت ومنعتها من ان تستمر على هذا الوضع لكن غيرتها من ميار استمرت وحقدها لها ازداد ....... واستاذ شعبان برغم ازدياد اعجابه كل يوم بميار الا ان تغير اسلوبها معه الى المعاملة الرسمية اكثر من اى شىء اخر جعلته يلزم حدوده خاصة مع تطور علاقتها بياسر ومهما كان فانهم اصدقاء طفولة ومابينهم اكبر من ان يخسره لاجل ميار ....... وخالد اخو ياسر قدم طلب اجازة لاجل غير مسمى ليبقى مع والدته فى المشفى للتتخفيف عنها ومساعدتها فى احتياجاتها وايضا مساعدتها اثناء تلقى العلاج خاصة وانه الاقرب اليها من كل اخوته ....... اما ياسر فكان قد بدا يخطط لشكل اكبر لعلاقتهم ويعمل على جذب ميار اليه اكتر من خلال اهتمامه المتزايد بها والملفت للنظر ايضا والذى كان واضح بشكل اثبت للكل علاقتهم القوية حين اقام لها فى الشركة حفلة بمناسبة عيد ميلادها وقدم لها هدية قيمة ...... واخيرا ميار والتى قلبها تعلق بشده بياسر لكنها لم تكن تظهر له ذلك بنفس القدر الذى يظهره لان طبعها فى اغلب الاوقات كان يغلب عليها فتعود الى طبيعتها ...... وايضا بدات تخشى من الحب لانه افقدها علاقاتها ومحاولاتها للاستفادة من اناس كثيرين لكن فى الوقت ذاته كان ياسر يفهمها ويعرف ذلك فكان يغمرها بالهدايا ليعوضها ذلك ويغمرها ايضا بالحنان ليملك قلبها حتى اذا خرج من حياتها فى يوم وفجر لها سبب اهتمامه بها يكون بعده عنها صدمة ومعاناة شديدة لها ...... لكنه حتى الان لم يحن الموعد لذلك فمازال الطريق طويل وعلاقتهم معا لم يمض عليها اكتر من اشهر قليلة تعد على اصابع اليد الخمسة ....... وخلال هذه الفترة تحسنت علاقتها باهلها وكأنها ادركت مؤخرا ان لها اهل وزاد اهتمامها بوالدتها بصورة خاصة لانها خشيت عليها من مصير والدة ياسر الذى يموت فى اليوم الاف المرات حزنا عليها والما لما اصابها وايضا زاد احترامها لوالدها وتحسنت معاملتها لاخواتها واحتوائها لاختها الصغرى وكأن حنان ياسر انتقل اليها فتعلمت منه كيفية الاهتمام بالاخرين وكذلك حبهم واحتوائهم وايضا احترامهم وعلى الرغم من استغراب كل من حولها من تغيرها الغير مبرر بسبب على الاقل بالنسبة لهم الا انها شعرت بالرضى عن الوضع هكذا
لكن ما كان يشغل بالها ويسبب لها قلق شديد هو ...............

الى اللقاء فى الليلة الثامنة بقلم ريم

هناك 27 تعليقًا:

  1. دا لعب وفن وهندسة ...يالعيييييييييييييييييييييييييييب
    الظاهر انى كان المفروض اسميها ليالى الجبابرة ... ياجبابرة

    ردحذف
  2. يالهوووووووووى
    ده انا كنت خايقة مووت قبل ما يجى الدور عليا اعمل ايه

    ومش عارفة لو هتطلع حلوة ولا عشان مش كتابها عامية

    والاحداث اكييد لخبطت الدنيا للى هيكتبوا بعدى


    يارب تعجبكم كلكم



    تصدقى والله نفسى اخد دور تانى بس كمان اسبوع وتبدا امتحاناتى وتقعد اسبوعين ولا تلاتة تانى

    ردحذف
  3. سورى كلمة " تصدق " وصلت غلط " تصدقى "


    نعتذر عن الخطا غير المقصود طبعا :D

    ردحذف
  4. تحية لنجمة في السماء تصاعد الاحدات بدأ يظهر بوضوح وهناك احداث كثيرة يمكن لمن سيكتب من بعد أن يبني عليها

    ردحذف
  5. خواطر شابة


    شكرا لرايك ده من ذوقك بجد

    كويس انها وجدت احداث كتيرة
    مش عارفة ليه حسيت انى قفلتها

    ردحذف
  6. ستــآر .. رووعه رووعه رووعه بجد ..

    الجزء جميل اوووي .. واسلوبك ف وصف كل حاجه بيزيدها جمال ..

    عجبتني الطريقه اللي غيرتي بيها مسار القصه وبقت ضد ميار ..

    البت دي شكلها هتتبهدل جامد .. :D

    ومستنين الجزء الجديد من ريـم .. :)

    ردحذف
  7. بنوتة


    قشطات :D


    ايوة يابنتى هى اكيد هتتبهدل

    اصل الجزاء من صنف العمل

    افعل ما شئت كما تدين تدان


    و انا كمان مستنية معاكى جزء ريم
    اكيد هيكون حلو اوووى
    وهتستمتعى بيه اكتر

    تحياتى ليكى

    ردحذف
  8. برافو برافو برافو يا ستار الله ينور عليكي بجد وعلى كل الزملاء اللي شاركوا في الليالي لحد دلوقتِ
    :))

    ربنا يكرم الجميع في الحلقات الجاية وتفضل على نفس المستوى الرائع

    تحياااااااتي

    ردحذف
  9. باشا


    ثانكس يا فندم

    ان شاء الله هتكتب حلقة جاااامدة جداااا

    وهنكمل الالف بمستوى عالى ان شاء الله

    تحياتى

    ردحذف
  10. يا بنت الايه
    تصدقي انا اعده مصدومه ومش عارفه اكتب ولا كلمه تخيلي بقي

    ردحذف
  11. هوبتى

    من بعض ما عندكم :D

    انتى كده هتخلينى اتغر واخد مقلب فى نفسى بقى

    ههههههههههههه

    ردحذف
  12. هههههههههههههههههه مجرمه

    حلوه يا ستار جدا برافو عليكى

    ايوه كده عايزه التقطيع يشتغل

    ريم حياتي يلا بسرعه ورينى الشغل

    ردحذف
  13. هههههههههههههه برافو يانجمه اسلوب ثرد جمسل
    ودخلتنا شخصيه جديده خالد اخو وشاديتى البوساط من تحت رجل شعبولا

    والله يكون فى عون ريم دانت قفلتهلها زى الدمنو وعليها تخلق صراعات جديده ربنا معاكى ياريم

    تسلم ايدك يا نجمه

    ردحذف
  14. لا بجد برافو عليكى ستار

    مع انى هاعيط كدا انتى لخطبتى لى كل اللى كمنت حاطاه في دماغي
    لانك بجد غيرتى الاحداث تماما

    بس هايلة بجد ماشاء الله

    دكتور اسلام كنت بتقولى مش محتاجة دعوات ؟؟؟
    انا قلبي كان حاسس من الاول هههههههههههه
    دا انا كدا متلخبطة خالص ربنا يستر

    اهو ريتشتارد قلب القطة هى كمان بتقولى ربنا معاكى
    حست بالموقف اللى انا فيه

    ربنا يستر بئا

    تسلم ايدى يا ستار بجد حلوة اوى اوى

    ردحذف
  15. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    مفاجأة غير متوقعة تغير الأحداث بهذا الأسلوب و هذه الطريقة الرائعة ...
    بارك الله فيك
    تحياتى

    ردحذف
  16. ندى الياسمين

    هههههههههه اى خدعة :D

    ردحذف
  17. ريتشارد قلب قطة

    ربنا يكون فى عونها

    ردحذف
  18. ريم

    ريمومة والله انتى زى العسل وذوق اووى

    متاااااكدة هتكتبى جزء احلى منه بكتير

    وهيعجب الكل
    ربنا يوووفقك

    مستنياه

    ردحذف
  19. دكتور على خميس

    شكرا لحضرتك

    ردحذف
  20. استاااااذ اسلام


    خلاص بقى هعمل نفسى مش واخدة بالى من الامتحانات


    احجزلى حلقة معاكم :D

    ردحذف
  21. سلامو عليكو..
    الاحداث شدتنى بجد ومستنية اعرف هيحصل ايه بعد كده؟
    تحية للاسلوب الرائع فى سرد الاحداث.
    لك تحياتى

    ردحذف
  22. ست*جنى*الحسن

    شكرا

    ردحذف
  23. سلامو عليكو
    اسلوبك بجد جميل
    الاحداث شدتنى بجد ومستنية اعرف هيحصل ايه بعد كده؟

    تقبلينى صديقه لمدونتك

    ردحذف
  24. مدونة ما كفاية بقى

    شكرا لحضرتك

    ان شاء الله بتكون احلى :D

    اكييد طبعا..... مدونتى مدونتك

    تحياتى

    وعليكم السلام

    ردحذف
  25. ايه فين يا دوك الجزء الجديد

    انا الاخبار الى جاتلي من الكنترول بتقول اتكتب

    ردحذف
  26. انا بجد نفسي اشارك
    بس دلوقتي وقعه فدووووووووووووور
    احممممممم...
    دور الامتحانااااااااااااات

    لسه اهو انهارده اول يوم
    ادعوووووووووووووووووولي:)

    ردحذف
  27. ياسلاااااااااام
    أيون كده ياجدعان ...
    بجد حلقة حلوة أوي ...
    ومؤثرة بجد
    وهتغير من مسار القصة كتيييير
    عجبني ظهور شخصيات جديدة ..
    عجبني تغيير مسار القصة بالطريقة دي ....
    عجبني الأسلوب جدا بصراحة ...
    وعجبني عدم التكرار عشان الملل ..
    بصراحة كان حلقة دسمة .. وهتخلينا نفكررررر كتير عشان نشوف هنمشي القصة إزاي
    بس والله كل يوم بتحلى عن اللي قبله

    ياللا عاوزين نعمل حلقات .. ولا أحلى :)

    وربنا معاكم يارب ومع كل اللي بيمتحنو ياااااارب

    ردحذف